mercredi 13 mars 2019

عُكاز البهلوان

قيل في روايات غابرة أن أحجار هذا المنزل جاءت من منزل آخر هدّمه الغزاة غضبا من صاحبه الذي جنّد سربا من الغربان لمحاربة العنجهية ووقف مستميتا في الدفاع عن قريته. في رواية أخرى قيل أن الأحجار جاءت من الوادي الذي شح ماؤه وقاد إلى عطش وجوع أباد قطعان النعاج والماعز وساكنة القرية إياها التي تحولت إلى قفر موحش. وفي رواية لم يتأكد السائلون من صحتها يقال أن الأحجار ورثها أحد العابرين بالقرية حين ربح في لعبة النرد وكدّسها في شكل دائري ثم نام وحين استيقظ رأى الجمعُ منزلا قيل بَنتهُ الملائكة وقيل نزل من السماء بناءون مهرة اشتركوا في تركيب الحجارة.
بعد أن انتهت الحكايات والخرافات والتأويلات ومات شيوخ القرية، هرم المنزل رقم 15 وراح يطل من نافذته الصغيرة مقاوما قوافل الريح متكئا على عكّازه. صَوّرْتُه يوم 5 مارس 2007 وحين عدت الأسبوع الماضي بعد أكثر من عشر سنوات كي أطمئن عليه لم أجد شيئا في المكان. ضحك المكان من سذاجتي حين رآني تائها مثل بهلوان أبحث عن رنين حكاية ضائعة. كدتُ أقول للمكان أن الصورة ليست إشاعة و لا قصيدة مدح للمنزل المختفي... أيها الوغد.
عبد السلام يخلف (الصورة بقرية أولاد محمد)
Abdecelem Ikhlef


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire