mercredi 13 mars 2019

عسل الليل

أثناء تجوالي بمدينة قسنطينة في المساءات الباردة يلفت انتباهي دوما دون الكثير من التساؤلات مشهد متكرر يحدث في كل المدن الجزائرية. سيارات مركونة في أماكنها وفي غير أماكنها وبها يجلس شباب من كل الأعمار. النوافذ مفتوحة أو نصف مفتوحة. بعضهم يدخن بشراهة وبعضهم يحتسي القهوة أو الشاي. بعضهم يرمي قشور زريعة "تشغيل الشباب" أو الكاوكاو على الرصيف. بعضهم يتحدث بهدوء وبعضهم يقهقه حتى يسمع من بعيد وتهتز السيارة على وقع التمايل. كل هذا المرح والحكايات أصلا كان من الواجب أن تحدث داخل البيوت في الصالون أو قاعة الجلوس أو الديوان أو المجلس أو سمّها كما شئت لكن لأسباب كثيرة يفضل الشباب الهروب بعالمهم الخاص وحكاياتهم الطريفة ولغتهم التي لا يتحدثون بها أمام أسرهم. بعيدا عن العيون والآذان. حتى أني حين أرى سيارة من هذا النوع لا أقترب كثيرا كي لا أزعج الجالسين. أقول في سرّي: بصحّتكم الحياة الليلية واللحظات المهرّبة. العسل...
(الصورة عبد السلام يخلف 15/09/2012 وسط قسنطينة من الكدية)

 Abdecelem Ikhlef

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire