mercredi 13 mars 2019

         بين الجزائر وتونس                       
 
الأسبوع الماضي توجهت مع الأسرة لقضاء بعض أيام العطلة في تونس وبمجرد عبور الحدود بين البلدين، بين مدينة القالة في الجزائر ومدينة طبرقة في تونس، رأينا عبر هدوء أضواء الصباح الخافتة هذا المشهد. لم نعرف إذا ما كنا ندخل بلدا أو نعبره أو أننا لم نغادر بلادنا أصلا: نفس الجبال ونفس الانبساط ونفس الأشجار التي تضبط توقيتها على نهارات الصيف الحارة، نفس الكواكب المطلة من الشفق ونفس الحنين إلى الضياء. / رسموا الجغرافيا والأعلام وبعض الكلام ثم انصرفوا إلى شؤونهم الخاصة. ما زلنا نعبر الحدود الوهمية. شكرا لهم على كل حال
الصورة عبد السلام يخلف يوم 02 08 2018
 Abdecelem Ikhlef


لذة الضياع

السفر طريق يمتد في الدهشة، في المجهول، في التخوم المجاورة للجنون، في مشارف اللامعقول وغير المنتظر. متعة السفر تكمن في محاولة اكتشاف ما لا رأته عين ولا سمعته أذن، في تفادي الأليف والمألوف والإغفاء في جفن التنين وتمني ألا يطلع الفجر كي يتمكن المسافر من الركض في الظلال الخافتة والزوايا المنفتحة على الغياب. اكتشاف الجديد الغائب من القاموس هو الذي يقود إلى السفر لكن ما شد انتباهي وأنا مع العائلة على متن باخرة صغيرة للنزهة البحرية في القنطاوي التونسية هو أن السياح الذين جلسوا قبالتي كانوا يحملون أساور بلاستيكية زرقاء حول معاصمهم تدل على النادي الذي أتى بهم إلى هنا، كي يتمكنوا من إيجاد الطريق في حالة ضياعهم. رغبة منهم في عدم الضياع فقد ضيّعوا لذة السفر

(الصورة  عبد السلام يخلف، تونس 08/08/2018)
  Abdecelem Ikhlef




له من الكبرياء ما يُشبع البحر                     
 
هو ليس بمصطاف ولم يأت للنزهة. اسمه علاء، لا يبغي عليّة ولا علوا و لا علياء، يبغي فقط صيد الرخويات الصغيرة التي تتشبث بخاصرة الصخور ليس على عمق كبير. لا يأبه بالعيون ولا بالضحكات ولا بلهو الأطفال البليد. العشاء هو ما سيطبخه أهله. سلاحه في مواجهة البحر نظارات مائية وقطعة حديد مقوسة في رأسها ملقاط حاد يغرزه في جسد مخلوقات الماء. لا ينتظر كاميرات الناشيونال جيوغرافيك كي يدخل البحر. ابتسم لحظة، وهب روحه النقية للصورة، عرض علينا غنيمته ثم اختفى. شكرا 
الصورة عبد السلام يخلف / منستير / تونس/ 9-8-2018
Abdecelem Ikhlef


سلسبيل / طفلة جزائرية يسلبها المجرمون حياتها و لا يخافون على حياتهم
 
في كل مرة يتم اختطاف طفلة صغيرة واغتصابها وقتلها والتنكيل بجسدها نسمع خطابا ثائرا في وسائل الإعلام وتنديدا واسعا من طرف السياسيين والأجهزة الأمنية لكن أجهزة السلطة القضائية تصمت كأنها غير معنية بالقضية لأن "إلغاء عقوبة الإعدام" من قبيل احترام مبادئ حقوق الإنسان وخشية المنظمات الدولية. نعلم أن الإعدام لا يقضي على الجريمة لكنه يساعد في ردع المجرمين، ثم كيف نطالب بتطبيق "حقوق الإنسان" على كائنات متوحشة ليس فيها من "الإنسان" شيء. على المجتمع المدني أن يتحرك من أجل المطالبة: الإعدام للمجرمين.
عبد السلام يخلف




نعم يا نوري: ما زال ... جدًّا

منذ أكثر من 20 سنة جاء الشاعر السوري الكبير نوري الجراح المقيم بلندن إلى الجزائر، زمن الدم والموت، كتب الكثير عن المرحلة وجال في بلادنا من الغرب إلى الشرق. مشينا في شوارع قسنطينة وتحدثنا عن الحياة والموت وما بينهما صحبة صديقنا سليم بوفنداسة. رحل نوري إلى بلاد الناس، إلى شوارع تعرفتُ عليها حين كنت طالبا ببريطانيا وما زال يذكر الجلسة التي كانت لنا في بيتنا بحي "سان جان" والصور المختلفة التي التقطتها في مناسبات متعددة، أريته إياها واكتشف من خلالها لحظات كانت رحلت منذ مدة لكنها متوقفة للأبد. سُورٌ  يحمل خدوشا متألمة، أظافر بومة تمسك قلم رصاص، جسر معلق يصلح جدا للانتحار، عنكبوت في وضعية الصلاة... وأنا أجول في النت وجدتُ حوارا أجري مع الشاعر نوري الجراح في أفريل 2017. يسأل سؤالا بسيطا لكنه يعيدني إلى هواية أعشقها منذ زمن وستستمر: التصوير الفوتوغرافي. أقول له: نعم يا رجل بالنيكون الرقمية الآن
عبد السلام يخلف
 Abdecelem Ikhlef

 



الشاعر نوري الجراح وقسنطينة

في 7 أفريل 2000 بمقر منشورات نجيب الرّيس قام الشاعر نوري الجراح بتوقيع كتابه المعنون "الفردوس الدامي: 31 يوما في الجزائر" الذي كتبه بعد أن قام في 1997 متخفيا بزيارة إلى بلادنا والتقى الناس والكتّاب والشوارع والتقط الأنين والصراخات التي كانت تقطر من الحيطان في تلك المرحلة. بعد أن رأى الصور التي التقطتُها لقسنطينة في مناسبات عديدة وأهديته إياها، قال: أعدك أن تكون إحدى هذه الصور على غلاف الكتاب الذي سأحكي فيه هذه الملحمة. فعل ذلك بحب: غلاف الكتاب حمل صورة امرأة النصر المجنحة 
(Le monument aux morts)
 لحظة الغروب وهي تهمس لألوانه الدموية أن تنقشع قليلا وتمنح العابرين التائهين لحظة للتنفس. كنت التقطت الصورة قبل سنوات لجمالها فقط وها هي تقول ما يحلو لها./ الآن نتمنى أن يصمت الرصاص ويذهب الألم ويزول الموت من سوريا كي يعود الشاعر نوري إلى مكان مولده في دمشق ويعانق الحلم الذي كبر في غيابه وهو في أرض الله يناضل من أجل إطلاق صرخة للحرية./ تحياتنا له.
عبد السلام يخلف
 Abdecelem Ikhlef





أغنية الروح والجنة: أريثا فرانكلين

في عام 1986 /زمن قديم جدا بالنسبة للآخرين/ كنتُ في بريطانيا. طلعتْ علينا أغنية جميلة للثنائي جورج مايكل (الذي كان مشهورا آنذاك) وأريثا فرانكلين التي سحرت العقول بصوتها وتربعت على عالم الأغنية الروحية 
(Soul music)
 كان عنوان الأغنية "كنت أعلم أنك في انتظاري" 
(I knew you were waiting for me).
 توفي جورج مايكل في 25 ديسمبر 2016 حين كان المسيحيون يحتفلون بميلاد المسيح اليوم الذي قرره الإمبراطور الروماني جول سيزار، وتوفيت أريثا فرانكلين في 16 من هذا شهر أوت 2018. ها هي في البرزخ العالي تلتقي جورج وتغني له من جديد "كنت أعلم أنك في انتظاري". أقدم لكم ترجمتي لهذه الأغنية:
مثل مقاتل حارب و كسب المعركة/ اعرف مذاق الانتصار/ رغم عبوري لبعض الليالي تنهشني الظلال/ كنت معطلا عاطفيا/ بطريقة ما عبرتُ الحزن/ نعم لقد فعلتُها/ تمكنتُ من الفرار/ وجدت طريقي خارج النفق المظلم/ تمسكتُ بإيماني (أعرف أنَك فعلت)/ حين كان النهر عميقا لم أتردد/ حين كان الجبل عاليا ما فقدتُ إيماني/ حين كان الوادي منخفضا لم يوقفني/ كنتُ أعلم أنك في انتظاري/ برغبة لانهائية واصلتُ البحث/ كنت متأكدا أن أعيننا ستلتقي في الزمن/ مثل جسر يعبر النار لقد مرّ الألم/ لمسة واحدة منكِ تحررني/ لا، إنني لا أشعر بالأسف لحظة واحدة/ حين ألتفتُ ورائي/ عندما أفكر في جميع تلك الاحباطات/ فقط أضحك/ لقد جمعتنا الأقدار/ أعرف أن هذا الحب الذي يجمعنا كان مقدرا/ كنت أعلم أنك في انتظاري

من الضروري مشاهدة الكليب الأصلي الذي سحرني كثيرا وما زال يحدث شيئا في روحي كلما رأيته

عبد السلام يخلف
Abdecelem Ikhlef 




ملك القردة: كنغ كونغ المطمئن الحزين

في الفيلم الذي نعرفه، كان هذا المخلوق مستعدا للدفاع عن الشقراء التي أحبها بفطرته وهو يضرب صدره بقبضتيه القويتين. هو الآن يقف لعبة ً للأطفال مربوطا داخل شبكة حديدية زرقاء، والمرأة التي أحبها وما زال يحلم بها ويبحث عنها في الأعالي، لا يعلم أنها تزوجتْ وأنجبتْ طفلا وضعته في العربة وراحت تراقبه جيدا وتلتقط الصور بهاتفها لذاك المخلوق الذي لم تعد تعرفه. لقد نسيته. سينساه الأطفال أيضا حين يكبرون وسيبكي لوحده هناك فوق التلة البلاستيكية. لن يكبر القرد ولن يتحوّل إلى إنسان (حتى وإن أثار ذلك غضب داروين)
الصورة عبد السلام يخلف / 13-08-2018 حديقة قرطاج لاند بالحمامات التونسية

Abdecelem Ikhlef





شكرا يا سيدي ...الكلب

التقطت بعض الصور للرجل مع كلبه الضخم ثم قلت له بابتسامة: هناك لافتة تقول "ممنوع سباحة الحيوانات"، كيف تستطيع أن تعارض هذا وتكون الاستثناء ؟
ابتسم الرجل وكاد يقهقه قائلا: "اللافتة تتحدث عن الحيوانات ولكن هذا كلبي وهو ليس كبقية الكلاب من فصيلة الراعي الألماني. من حقه التمتع بارتماءة يومية في مياه البحر الدافئة مثلي تماما والاستهزاء باللافتة التي لا تعنيه أبدا. هذا الكلب يحرس يوميا ورشة كبيرة للبناء ولولاه لحدثت الكوارث، والشيء الذي لا تعرفه يا صديقي هو أن كلبي هذا الهرم من ضحايا الحرب، فقد أصابته رصاصة طائشة أيام الثورة وامتثل للشفاء بأعجوبة. اسأله وسيحكي لك الذي حصل...
لم أقل شيئا ونسيت أن أسأله عن اسمه...أقصد الكلب.
(الصورة عبد السلام يخلف/ منستير – تونس 12-08-2018)
 Abdecelem Ikhlef





الإمبراطور الصغير

اقتربتُ بهدوء وأخذت صورة له: فوق التلة ميراثه، كان هنا دوما في هذا المكان الذي له جذور تتقفى خطاه المتسربلة. يجيء من الأحراش ومن غيمة متلفتة ثم يحط في عش صغير يرقب من تلته حركة الوافدين والذاهبين كي ينسجوا جدولا في الوهاد المقابلة. يشرب اللبن ويلحس العسل من شهده كما يفعل طائر السيمورغ ثم يهز عراجين المرح ويقطف لرسول السعادة بعض عناقيد الغواية وشيئا من الشعاع ويهديه بابا تجلس وسطه غجرية خجولة يهديها لحنا ونايًا وشيئا من الحنين. يتذكّر أنه الإمبراطور الصغير الذي عليه إصلاح شؤون الرعية واعوجاج القدَر ورعب الليل الخانق. يمدّ يدا ملوّحا للعابرين، صادحا بصوت به أنين وفرجة: "أنا الإمبراطور الصغير الذي سوف أنقذ عالمكم من الفناء وأفتح شبابيككم على غبطة لا تزول. هلمّوا إليّ فأنا ذاك الذي خبّرتكم عنه الآلهة".
لا تلوموا. نسيت أن أسأله عن اسمه...
(الصورة عبد السلام يخلف / 2011).

Abdecelem Ikhlef




11 سبتمبر: ما الذي يعنيه بالضبط ؟

اليوم يعود تاريخ جعل أمريكا تهجم على العالم العربي الإسلامي للاستحواذ على الخيرات وضمان مستقبل أجيالها
اختلقتْ الحادثة طبقا لنظرية صراع الحضارات. في 2011 بعد عشر سنوات من الحادثة، كتبتُ مقالا مطولا بالفرنسية
Sens et essence du 11 septembre
في العدد الأول لمجلة "بوليتيس"
(Politis)
أذكر لكم فقط حادثة أوردتُها آنذاك (ص 40) : "في يوم 11 سبتمبر 2001 بينما كان الدخان يتصاعد من البرجين الأمريكيين، حاول صحافي "سي أن أن" جلب تعاطف سكان الكرة الأرضية مع أمريكا فسأل أحد المارين بشارع من سنتياغو عاصمة الشيلي قائلا: "ما الذي يعنيه لك تاريخ 11 سبتمبر؟" نظر إليه بابتسامة وأطرق للحظات مفكرا ثم قال: "هو تاريخ قتل رئيسنا المنتخب سلفدور ألندي من طرف المخابرات الأمريكية". يبدو أن لكل شعب 11 سبتمبر الخاص به.
www.elmoudjahid.com/pdf-politis/2
 

Abdecelem Ikhlef: sens et essence du 11 septembre


سليمان رايس...من غرونوبل إلى حماقير

سليمان رايس مدير ملحقة مدرسة الفنون الجميلة بمدينة غرونوبل الفرنسية، جزائري مبدع لا يتوقف عند أية حدود. كتب نصا عنوانه "عزيزتي بريجيت" وطلب مني المشاركة في العمل بترجمة النص إلى العربية وقراءته أيضا بالصوت. قام 
(Eric Hurtado)
 أستاذ في نفس المدرسة بقراءة النص بالفرنسية. إن النص جزء من معرض للفنون التشكيلية للفنان رايس الذي يمنح الزوار فرصة للجلوس على كرسي والاستماع إلى القراءة باللغة التي يختارون. لقد أخذ نقطة البداية: عام 1965 حين انطلقت المركبة الفضائية 
(Diamant)
 من محطة حماقير بقاعدة الإطلاق "بريجيت" الواقعة على مسافة 120 كلم جنوب غرب مدينة بشار. رأى الفنان صورة من الأرشيف لذلك الزمن بها كراسي شاغرة وشاشة لا تعرض شيئا. بنى عمله الذي طلبه المرصد الفرنسي للفضاء بمناسبة مرور 50 سنة على الحادثة على العلاقة بين الماضي والحاضر من خلال أدوات التواصل والإدراك الحديثة وبعض الأسئلة التي بقيت عالقة في كتب التاريخ./ هذه هي صفحة العمل ويمكنكم الاستماع إلى النص باللغتين كي نقول جميعا لسليمان رايس: شكرا أيها المبدع

Slimane Raïs/ par Abdecelem Ikhlef

http://www.dda-ra.org/fr/oeuvres/RAIS/Page-chere-brigitte?fbclid=IwAR1tn8DqEbdX5UEQKDdu55BnNN-Ji80rKV078Y2CTnvTtHDA9LfVi89UVzo



Chère Brigitte, 2016
Cloison, strapontin, bande son et néon
Vues de l'exposition Hors sol, FRAC Poitou-Charentes, Angoulême
Production FRAC Poitou-Charentes, en partenariat avec l'Observatoire de l'Espace, laboratoire arts-sciences du Centre national d'études spaciales, Paris


     
En 1965, la fusée "Diamant" s'élançait depuis la base de lancement "Brigitte" à Hammaguir en Algérie, une date qui a marqué l'avènement de l'indépendance spatiale française. Cinquante ans plus tard, l'Observatoire de l'Espace a proposé à des artistes d'associer création et archives pour aborder cette mémoire et les questions contemporaines qu'elle soulevait. Le FRAC Poitou-Charentes a été partenaire de l'Observatoire de l'Espace à toutes les étapes de ce projet artistique.

Slimane Raïs a pris comme point de départ une photographie du fonds d'archives du Centre national des études spatiales : la vue d'un cinéma de plein air situé sur la base de vie à proximité d'Hammaguir. On y voit des chaises vides devant un écran sans projection. Sur cet espace disponible, l'artiste aménage la rencontre des trois territoires dans lesquels s'inscrit son travail : l'intime, l'autre et la mémoire. Dans l'exposition, se dresse une cimaise qui évoque un écran de cinéma. En haut à droite, un néon écrit en langue arabe l'amorce d'une lettre imaginaire avec l'expression « Chère Brigitte ». Brigitte comme Bardot, incarnation des fantasmes de l'époque, mais aussi Brigitte comme le nom de l'aire de lancement de la base française d'Hammaguir. Les visiteurs sont invités à s'installer sur des fauteuils de cinéma pour écouter une lettre adressée à Brigitte, un courrier de rupture amoureuse. 

 
Lectures :
Abdecelem Ikhlef (version arabe) :
Journaliste, poète, photographe et traducteur
; enseignant à la faculté des sciences politiques, Constantine
Eric Hurtado (version française) :
Photographe et Cinéaste ; enseignant à l'école supérieure d'art et de design Grenoble-Valence






الحاجة يمينة بوكرو : لن نبكي لأننا نحبك
 
تنظر إلينا بعينين عامرتين بالحب، تدعونا إلى وليمة من حنان وتسكب في طريقنا الأمنيات الجميلة والورد. ما زالت لأننا لا يمكن أن ننسى. تذكّرنا بالحكايات الجميلة للأسرة في الأيام البهية وفي العطل، في حي المنظر الجميل
Belle Vue
 ابتساماتها التي كانت تملأ الدار والقلوب ما تزال تعبق كالعطر في ليالينا. نصائحها التي تأتي كالوشوشة (وأحيانا لامبرياج) تستقر في الضمائر وتتحوّل إلى سبل للحكمة والسداد. مرت 21 سنة الآن على رحيلك. هل مرت فعلا؟ أنا لا أصدق. كنوز ابنة ابنتك / ابنتي عمرها 21 سنة الآن وأنتِ كنت أول من احتفل بها وعمرها أسبوع فقط بتحضير غذاء يتوسطه الرفيس. كنا في حي سان جان وأنت تجولين في الديوان المطل على الحديقة الكبيرة التي بها شجرة للورد وأخرى للزعرور. كدت تزغردين لكن غلبتك الابتسامة. فرحتك كانت أكبر مما توصف. ما زالت صورك تملأ ألبوماتنا وذكراك تسكن القلوب. / يا الله: نطلب لها الرحمة وندعو بكل خشوع.



نام وجهُها كالعشبة
بين سنابل الحلم رأتْ شاعرًا
يجلسُ في ظل الطربْ
تحرُسه شجرة ٌ جذلانة ٌ
قوسُ قزح
كأسٌ مملوءة بروح العنبْ
قالت:
ما الذي تفعله هنا
في حاشية الوقت
برفقة النمل
تأسركَ الأحراشُ بلا سببْ

(من ديواني: أسراب الحجر) (الصورة: عبد السلام يخلف 28/04/2011)

  Abdecelem Ikhlef


فقاعات الصابون في باريس

بالقرب من المركز الثقافي "بوبور" تجمّع العابرون والسياح يتمتعون بفقاعات ضخمة يُخرجها شاب بتقنية الصابون فترتفع في سماء باريس الدافئ. كنت ألتقط الصور لذلك الشاب الساحر وكان الحضور من كل الأجناس. التفتتْ امرأة إلى حيث كنت أقف قائلة: "You’ve got a better camera than mine ." - كامرتك أحسن من كامرتي".
قلت: قد يحدث.
قالت: التقطتَ عشرات الصور لهذا الشاب صاحب الفقاعات، ألستُ فقاعة أمريكية ملونة تستحق صورة؟؟
(Am I not a nice American bubble ?)
 
قلت: أعرف أن الفقاعات ستأخذها الريح بعد لحظة وتنتهي أما أنت فحكاية لا تنتهي. أنت صورة أبدية.
لا أذكر كيف غابت في الزحام. بقيتْ الصورة فقط وتلك الابتسامة عالقة في ذاكرة كامرتي. كان بودي أن أرسلها إليها لكني ... نسيتُ أن أسألها عن اسمها.
(الصورة عبد السلام يخلف / باريس 18-08-2010، بجانب مركز جورج بومبيدو)
Abdecelem Ikhlef



تحذير لأصدقائي الشعراء والكتاب والجامعيين

رأيت شهادة تحمل اسم الرجل الطيب عثمان لوصيف تم نشرها على صفحات الفايسبوك. مع الاحترام الذي نكنّه لصديقنا الشاعر عثمان لوصيف رحمه الله الذي حصل على هذه الشهادة من مؤسسة أمريكية هي في الحقيقة مؤسسة ربحية أي أنها تتصل بالناس وتعلمهم بأنهم ضمن قائمة الفائزين بشهادة تقديرية من الطراز الرفيع وأن أسماءهم سوف تدرج في قائمة الخالدين أو المشهورين أو المكرسين من كتاب وشعراء وباحثين جامعيين. تطلب منهم عندها دفع قيمة مالية معينة مقابل الحصول على هذه الشهادة التي لا قيمة لها سوى قيمة الورق الذي طبعت عليه. يجب أن ننتبه إلى هذا النوع من النصب والاحتيال لأن "الاتفاقية الثقافية المتعددة" (United Cultural Convention) مؤسسة نصابين كانت تتواجد بنفس المبنى مع (American Biographical Institute) الذي بدأ عام 1967 ينشر بيوغرافيا أناس مجهولين ويمنح شهادات شرط أن يدفعوا المقابل (بين 200 و 500 دولار أمريكي). أفلست المؤسسة عام 2012. الشهادات لا مصداقية لها والدليل على أنها مَنحتْ عثمان لوصيف شهادتها قائلة: "لتميزه بإنجازاته الشخصية لصالح المجتمع ككل" ولم تشر إلى أشعاره ومحتواها إضافة إلى أنها تقدم "الشهادات" في كافة المجالات: شهادة نوبل للسلام، شهادة الواحد من 500 عقل مفكر للقرن 21، شهادة التميز في مجال الطب...إلخ. المفروض أن أصحاب الشهادات هم الذين يحصلون على مكافأة و لا يدفعون المال أي أن الشخص الحاصل على الورقة يكون قد اشتراها. أدخلوا الغوغل وسوف ترون أن الأشخاص الذين حصلوا عليها هم أساسا من دول العالم المتخلف وخاصة العرب والأفارقة من الطماعين الذين يريدون شهادة من أمريكا فوق حائط المكتب كي يبهروا الزوار.
أظن أن شاعرنا رحمه الله له أشعاره التي تكفيه وتدل على عبقريته ونباهته وطيبته التي يعترف له بها الجميع. كان هو أيضا ضحية هؤلاء اللصوص. أتمنى من كل أصدقائي الشعراء والكتاب والجامعيين ألاّ يصدّقوا كل ما يأتي من الدول الغربية تماما مثل من ينشرون كتبهم في فرنسا لدى دور نشر مجهرية مقابل أموال كثيرة. مع تشكراتي
.
عبد السلام يخلف
 Abdecelem Ikhlef



 
عثمان لوصيف شاعر يستحق الإحترام والتقدير ...والحب

عبد السلام يخلف


5 octobre 2018 - 5 octobre 1988
 الخامس من أكتوبر ...يستمرّ الرقص
 
   أكتوبر 1988 كانت فرصة للجزائريين كي يذهبوا نحو الديمقراطية. مات الكثير منهم وأجهض مشروع حداثي بعد تدخل العسكر وإنهاء المسار. اليوم وبعد مرور الزمن لم تجد السلطات الثقافية في قسنطينة سوى برمجة مسرحية للأطفال عنوانها "رقصة العفريت". أرادوا لهم ألا يتذكروا الحدث التاريخي لكن حصل العكس بحيث رسّخوه حين ذكروا العفريت الذي ما يزال يعبث بالعقول والمصائر. (معذرة للأطفال ولأصحاب المسرحية فلا علاقة لهم بالحدث)

  عبد السلام يخلف
Abdecelem Ikhlef

 
بعد أكثر من 50 سنة / هذا ابن أختي الصغير "فارس" ما زال يتذكر أنني حين حملته في يدي كان باليد الأخرى كتاب. منذ ذلك الحين أحببنا الكتب وأحبّتنا الكتب...أكثر

عبد السلام يخلف
 Abdecelem Ikhlef

 
عُكاز البهلوان

قيل في روايات غابرة أن أحجار هذا المنزل جاءت من منزل آخر هدّمه الغزاة غضبا من صاحبه الذي جنّد سربا من الغربان لمحاربة العنجهية ووقف مستميتا في الدفاع عن قريته. في رواية أخرى قيل أن الأحجار جاءت من الوادي الذي شح ماؤه وقاد إلى عطش وجوع أباد قطعان النعاج والماعز وساكنة القرية إياها التي تحولت إلى قفر موحش. وفي رواية لم يتأكد السائلون من صحتها يقال أن الأحجار ورثها أحد العابرين بالقرية حين ربح في لعبة النرد وكدّسها في شكل دائري ثم نام وحين استيقظ رأى الجمعُ منزلا قيل بَنتهُ الملائكة وقيل نزل من السماء بناءون مهرة اشتركوا في تركيب الحجارة.
بعد أن انتهت الحكايات والخرافات والتأويلات ومات شيوخ القرية، هرم المنزل رقم 15 وراح يطل من نافذته الصغيرة مقاوما قوافل الريح متكئا على عكّازه. صَوّرْتُه يوم 5 مارس 2007 وحين عدت الأسبوع الماضي بعد أكثر من عشر سنوات كي أطمئن عليه لم أجد شيئا في المكان. ضحك المكان من سذاجتي حين رآني تائها مثل بهلوان أبحث عن رنين حكاية ضائعة. كدتُ أقول للمكان أن الصورة ليست إشاعة و لا قصيدة مدح للمنزل المختفي... أيها الوغد.
عبد السلام يخلف (الصورة بقرية أولاد محمد)
Abdecelem Ikhlef


يعيشون من أجلها

هم لم يقولوا من هي التي تستحق ذلك. لم يفصحوا للعابرين عن اسمها، تلك التي يعبّرون لنا عنها ويعبّرون لها عنّا وعن شوارعنا التي تعترف لها بذلك، بأحقيتها في أن تصبح علة الوجود ومدعاة الفرح وسبب المكان. في المدينة الجديدة بقسنطينة تجمّع الذين يحبونها وكتبوا لها لافتة كبيرة تقول حبّهم وامتنانهم وشغفهم بما تهديهم كل حين حينَ يركض اللاعبون مثل الأحصنة وتتعالى الأنفاس من أجل هدف في الأفق أو مباراة تنتهي بالتصفيق والانتصار. العارفون بكرة القدم وحكمة الجري والصيد والغلبة. يعيشون من أجل (CSC) فريقهم المفضل "السنافر". هنيئا لهم بمن تبادلهم نفس الحب. هي لم تقل لهم بلسانها لكنها تعبّر باللونين الأخضر والأسود. هل كانت أحلام مستغانمي تقصدها حين كتبتْ "الأسْود يليق بك" وترجمها أستاذنا الكبير عبد الله حمادي ب "لكْحل يواتيك" ؟
الصورة عبد السلام يخلف 2018/05/20
 Abdecelem Ikhlef



  تكريمي من طرف مديرة مكتبة قسنطينة

شكرا للسيدة درواز مديرة المكتبة العمومية بقسنطينة ولصديقي مراد بوكرزازة والأستاذ حمادي عبد الله وكل من حضر تلك الجلسة التي تحدثنا فيها عن الرجل الذي يتناول يوميا حبة دواء كي لا ينسى الوطن الذي نسيه. شكرا لمحمد ديب الذي جمعنا بكل حب ووصلنا حتى باب عمارته بالصوت والصورة/ عبد السلام يخلف











عسل الليل

أثناء تجوالي بمدينة قسنطينة في المساءات الباردة يلفت انتباهي دوما دون الكثير من التساؤلات مشهد متكرر يحدث في كل المدن الجزائرية. سيارات مركونة في أماكنها وفي غير أماكنها وبها يجلس شباب من كل الأعمار. النوافذ مفتوحة أو نصف مفتوحة. بعضهم يدخن بشراهة وبعضهم يحتسي القهوة أو الشاي. بعضهم يرمي قشور زريعة "تشغيل الشباب" أو الكاوكاو على الرصيف. بعضهم يتحدث بهدوء وبعضهم يقهقه حتى يسمع من بعيد وتهتز السيارة على وقع التمايل. كل هذا المرح والحكايات أصلا كان من الواجب أن تحدث داخل البيوت في الصالون أو قاعة الجلوس أو الديوان أو المجلس أو سمّها كما شئت لكن لأسباب كثيرة يفضل الشباب الهروب بعالمهم الخاص وحكاياتهم الطريفة ولغتهم التي لا يتحدثون بها أمام أسرهم. بعيدا عن العيون والآذان. حتى أني حين أرى سيارة من هذا النوع لا أقترب كثيرا كي لا أزعج الجالسين. أقول في سرّي: بصحّتكم الحياة الليلية واللحظات المهرّبة. العسل...
(الصورة عبد السلام يخلف 15/09/2012 وسط قسنطينة من الكدية)

 Abdecelem Ikhlef

 
السمكة والشاعر الهاوي

لست من هواة الأفلام البوليسية ما عدا الجميلة منها والعالية التعقيد لأني أرى فيها دوما نفس الحكاية: منطق بالأبيض والأسود فيه الخيّرون في جهة والأشرار في الجهة الأخرى وينتصر دوما الفريق الأول والذي يمثل القانون والدولة الراعية للحقوق والحريات. لم أكن أنتظر وأنا أشاهد فلما (The Bad Lieutenant) من بطولة نيكولا كايج الذي يلعب دور شرطي فاسد يتحول من ملاحق لتجار المخدرات إلى مروّج لها. يدخل إلى بيت أحد الشباب السود الذي تم اغتياله ويجد فوق الطاولة سمكة حمراء في آنية زجاجية وبالقرب منها كناش صغير كتب عليه الشاب جملة شعرية من أجمل ما قرأت عن الوحدة والسمك والليل يقول فيها: (مع كل الأخطاء المتعمدة في النسخة الإنجليزية)
My friend is a fish / He live in my room / His fin is a cloud / He see me when I sleep.
صديقي "سمكة" / يقيم مع في الغرفة / زعنفته سحابة / يراني حينما أنام.

قلت في نفسي: الفيلم الذي يبدأ بجملة مثل هذه تدفع على الحلم والتبسم، لا بد أن يكون جميلا. شاهدته بكل شغف 

 عبد السلام يخلف
 Abdecelem Ikhlef

 
الرسول والمفرقعات والمكسرات

خصص آلاف الدينارات لشراء المفرقعات ودجاجة سمينة والكثير من الفواكه ليحتفل بالمولد النبوي الشريف. اجتمع مع العائلة في جلسة جميلة، أكلوا الدجاجة والكسكسي العامر بالتوابل و"الحار" وسلاطة بالخس المخلل بفنون وبالمايونيز وبعض الفواكه ثم متابعة السهرة بكأس شاي وبعض المكسرات. كانت السهرة عامرة بالمحبة. أخرجَ نصفَ جسده من النافذة وراح يرمي المفرقعات بكل حماس مجاريا أطفاله في ذلك. تعالت القهقهات. مرّ منتصف الليل، عمّ الهدوء و نام الجميع.
يبدو أنه لا يصلّي و لا يصوم و لا يحفظ سورة واحدة من سور القرآن. هو يحب الكسكسي بالدجاج وأصوات المفرقعات... فقط. نسيت أن أسأله عن اسمه.
(الصورة عبد السلام يخلف 13/11/2013)


تلك المرأة التي تهدهدني

ترافقني في كل مكان. وأنا أستظل بالنباتات اليابسة. تربّت على كتفي. تتغلغل في كياني ليلا وأتوسّد موسيقاها في كل منعرج. هي الخير كله ذاك الذي يأتي حين الغرق. اليد التي تمتد إليك حين ترفض الأيادي الأخرى فعل ذلك. لا تملّ من مساعدتي على تخطي شؤم البدايات وبؤس النهايات. أتبسم في داخلي حين أذكر ضحكتها وهي ترافق الوقت وهو يتهادى والذكريات وهي تتكئ على جنبات الأيام الذاهبة إلى منتهاها. كأني أملأ أذني و روحي بما تردده شفتاها من كلام مزركش ومعاني مترفة. تتملكني الوحشة حين لا أسمع صوتها يوجهني كالحادي، كالربان نحو الحدود البعيدة. ألملم روحي وأنام. بمجرد أن أفتح عيني صباحا تسألني: "كيفك أنت؟". أعرف اسمها جيدا: فيروز
(الصورة عبد السلام يخلف من التسعينيات)


مرتادو غواية ...الحافلة

ينتظرونها في المنعرجات الكئيبة. كانت تصنع الفرح بمجرد أن تظهر في الأفق. تمدّ يديها كالأشرعة وهي تطوي المسافات وتلهث ويسمع شخيرها من الدواوير المجاورة للطرق الترابية والمداشر المحظوظة القريبة من الطرقات المعبدة. يتكدسون فوق مقاعدها التي تمنحهم الدفء مقابل دريهمات معدودة. لم تكن مكلفة أبدا لجيوب الضعفاء. يصعد البعض فوق سطحها كي يحرس الدجاج وأكياس الطحين والقمح ورزم الثياب والأفرشة. كانت حافلات "البيرليه" تُعرَف بأصحابها، فهي إما لعائلة خطابي أو قوطاس. كم من العجلات بدّلتْ بقدر ما بدل الناس من أحذية. لا تئن ولا تشكو طول الطريق. فرحها الكبير هو فرحهم حين توصلهم إلى مبتغاهم. ها هم اليوم قد وصلوا إلى مبتغاهم النهائي واشتروا سيارات المرسيدس والرانج روفر رباعية الدفع والكيا سيراطو. مثل الطيور تماما، جاءت إلى هذا المكان القصيّ كي تموت في صمت. من يذكرها؟ من يحنّ اليوم إليها؟ كان يمكن أن تتحول إلى مكتبة أو مطعم أو مقهى أو متحف...أيها الجاحدون / أعرفكم واحدا واحدا.
(الصورة عبد السلام يخلف رفقة صديقي علي دعاس، قسنطينة، ضواحي قرية ابن باديس / الهرية 28-05-2012)


دقات الوحشة و هي تقفز فوق نولي
يابس طيفها و هو يمضي كالمنامْ
بخيوط الوحدة
أغزل لها غابة
أنسج لها سبحة

مروحة
منديلا
من تفاصيل الفجر
ميناء ترسو فيه خلاخيلها
و أمواج المدامْ
   ( عبد السلام يخلف)



مسرحية "يا ليل": متاهة الأرواح

مساء الجمعة أمام مسرح قسنطينة التقيت صديقيّ مهدي ووحيد والتقطنا صورة أمام لافتة المسرحية التي تقدَّم على ركح المسرح خلال الأسبوع ويلعبان فيها أدوارا. عنوان المسرحية "يا ليل" وهو نص للكاتب المغربي عبد الكريم برشيد ويخرجه هارون الكيلاني. مجموعة حكايات تتقاطع وتتباعد في ليل حالك يحيك فيه الكل مساره ويتشبث بالحياة في انتظار طلوع النهار ويكون ذلك يوم آخر. بين الموت والحياة، بين الضحك والبكاء، بين الدهشة والعبرة تلتقي نظرات وزفرات وأطماع العابرين لليل. لغتهم ملغمة، أظافرهم من نحاس لكن قلوبهم هشة، تعترف من أول وهلة أنها ضائعة تبحث عن مخرج من المتاهة. إنه حال كل واحد من شخصيات المسرحية (الدرويش والمرأة والكاتب والبحّار والإرهابي والشرطي وأعضاء العصابة...). مسرحية فيها من الفرجة ما جعلها عملا متفرّدا يمتع المتفرج لمدة طويلة قبل أن ينساها. 
(الصور عبد السلام يخلف 14 و 2018/12/15 )


 
الحراقة / بلغة الجزيرة الوثائقية

أبدع الجزائريون كلمة "الحرقة" و "الحرّاقة" وهي من الحرق والحريق والتي تعني عدم التوقف عند الإشارات أو الحدود وغدت الكلمة مصطلحا لا يمكن ترجمته لأنه يأخذ جذوره في اللغة العربية ولهذا حافظوا عليه في اللغات الأخرى. لا شيء غريب حتى الآن. الغريب هو أن القناة العربية "الجزيرة الوثائقية" لم تأخذ الكلمة من أصلها وأخذتها من النطق الفرنسي (بما في ذلك حرف S في آخر الكلمة والذي يشير للجمع). ما الذي يحدث في عالمنا العربي حتى أصبحنا نأخذ كل شيء من واشنطن ولندن وباريس؟ كان على صحافي القناة أن يسأل الجزائريين، أو أنه يعتقد كما يعتقد المعتقدون الآخرون أن الجزائريين لا يعرفون اللغة العربية ؟


يا 2018 : سأنتظر حتى يذوب السُّكر

تمرّ سنة أخرى على العادة، كعادة كل السنوات. أباركُ الذي مرّ والذي سيأتي. أجمعُ الذي تهاوى حولي وأنتظر. أدورُ على نفسي وأتمتمُ كأني وسط عرس انتهى للتوّ وأوقظ ُ الأجرامَ النائمة والأيادي المتوترة. أرسمُ لخلوتي دائرة ً من القهقهة تضيء الشوارع المجاورة للأنين. هي الآن على مشارف الغياب. اسمها 2018. كلما سألتـُها عمّا أنتظرُه منها، أن تفرغ بعضا من الشاي في سهراتي، كانت تقول مبتسمة: "أصبر تا يذوب السّكر".
الجملة تقولها فيروز بصوتها الذي كالفاكهة التي تنتظر القطف في سلال من ضوء. رجاء استمعوا لأغنية مدتها 3 دقائق تستمرّ معكم كالأبدية. أصبروا فقط...سيذوب السُّكر وتحلو الحياة / للجميع: عامكم عسل


تحياتي لصديقي الشاعر المغربي محمد الصالحي الذي التقيته خلال احتفال قسنطينة بكونها عاصمة للثقافة العربية وتجولنا في أحيائها القديمة وتمتعت بقراءة ديوانه الشعري "أتعثر بالذهب". كيف لا نحبه وهو القائل: ""أي عزيز / فقدت الريح / فهي / منذ الفجر،
تنوح، وتلطم خدّها" ..../ 
عامك طيب
 ( عبد السلام يخلف)