شكرا على الهدية
كنت منذ أيام بكلية الفنون والثقافة
ففاجأني صديقي الأستاذ عبد الحفيظ شريط /نائب العميد/ بهدية تليق بهوايتي المفضلة
والتي هي التصوير الفوتوغرافي حين مدّ يده حاملا كيسا من قطيفة خضراء غامقة قائلا:
"هذه لك". فتحتُ الكيس فوجدتُ آلة تصوير من نوع "زينيث"
الروسية كان يحملها في أسفاره وترحاله في بريطانيا حين كان طالبا في الثمانينيات
مثلي تماما. هي عزيزة على قلبه لأنها شهدت الكثير من الأحداث واللحظات الجميلة لأن
ثقافتنا تبعثنا على تخليد ما هو جميل ونادر فقط لكنه فضّل أن يهديني إياها لمعرفته
بشغفي بآلات التصوير وعلمه أيضا أن بحوزتي مجموعة كبيرة منها ولذا أراد لها أن
تكون بين أخواتها في مكان آمن. سأحتفظ بها وبكل ما رأته في أسفارها حتى تلك
اللحظات التي رأتها ولم تلتقطها.
الأستاذ عبد الحفيظ شريط ابن مدينة تبسة،
متخرج من انجلترا وواحد من أقدم أساتذة جامعة قسنطينة. عمل مديرا لمعهد الحقوق قبل
أن يتحول إلى كلية، ومديرا لمعهد الرياضة وشهد على تحولات الجامعة منذ 40 سنة وله
الكثير من الحكايات. عملنا مع بعض في معهد العلوم السياسية التابع لكلية الحقوق حيث
كان مديرا وأنا مسؤول البيداغوجيا منذ سنة 1999. رحلة طويلة عامرة بالعمل الدؤوب
عمل فيها الرجل بكد حتى أصبح قسم العلوم السياسية بقسنطينة نموذجا للجامعات
الأخرى. شكرا له على كل العطاء بالجامعة وشكرا له على الهدية القيّمة التي لن
تلتقط الصور من جديد لكن ذاكرتها عامرة بالغناء وتصفيق الأصدقاء والأحبة وهي تصوّب
نحوهم. مثل الإنسان تماما، تستحق الراحة الآن...
(الصورتان ع يخلف، 25 أكتوبر 2020).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire