يبدو أن الأشياء الجميلة في
حياتنا تبقى حية مهما حاصرتها التغيرات وخضعت للمنافسة. صحن الحمص في المطاعم
الشعبية لا يعادله ألف طبق مما تعدّون. تسمع صاحب المحل يقول "تدير كلش؟"
(يقصد: هل أضع كل المطلوب في صحنك؟) بعض البصل المفروم، بعض الهريسة، بعض المعدنوس
(الذي يسميه: الحشيش)، بعض قطع الطماطم المغلاة والمقشرة، بعض الكمّون، ملعقتا زيت
الزيتون/ ومن هنا جاءت تسمية "حمص دوبل زيت" بعد أن يكون الحمص قد طبخ
على جمر الحطب لساعات طوال.
تسألني زوجتي كل مرة: ما
الذي يعجبك في هذا الطبق رغم أننا نحضره في البيت وبشروط أحسن؟
للأسف لا أملك الإجابة
وأستمر في الحنين دوما إلى نفس المكان والصحن إياه. ربما هو الجمر الذي يمرر لنا
روح الغابة حين يحترق كي يطبخ الحمص. ربما تلك العصافير التي في الذاكرة أو هي كل
قسنطينة ببهائها وعطورها التي تطلع مع كل نفحة في "رحبة الجِمال".
(الصورة عبد السلام يخلف، قسنطينة،
2020)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire