dimanche 21 juin 2020

قصيدة لقسنطينة بقلم الشاعر السوري الكبير عبد القادر الحصني يهدينا إياها جميعا في هذا العيد المبارك.

حين وقفنا على جسر سيدي راشد منذ خمس سنوات وكنتُ أحدثه عن بعض الحكايا التي سكنت المدينة، لم يقل الرجل شيئا بل كان صامتا وراحت خطواته تطمئنُّ على صدى هدير وادي الرمال. كأنه يهدهد المدينة ويترجاها كي تبقي مدائحها أمنيات معتقة للمساء. جلس وسط كوكبه وأخذ خيوط النول وحاك لها "قندورة" من لغته البهية التي هي مزيج لا ينتهي من البريق والنيلوفر.
الصديق الأديب المبدع  Ikhlef Abdel، كلّ عيد وأنت وقسنطينة بخير


قصيدة قسنطينة
صــورٌ، إنّ لـلخـيـال خـيـالاً
يـبتدي من هنا إلى غير آخِـرْ
الجسورُ المسافراتُ مجازٌ
خفِّفِ الوطءَ،
أنتَ أيضاً مُسافِرْ
وتـأمّـلْ ما تـحتـها،
ربّما الأجملُ منها ما تـحتـها من قـنـاطـرْ
وتعمّـقْ، حتّى ترى الصـخرةَ البيضـاءَ عرشاً،
متـوَّجـاً بالعمـائرْ
وترى الدهرَ شـاخَ،
أمّا قسنطينةُ فهي الصبـاحُ ما زال بـاكـرْ
***
يا بنة العمِّ، شعرُكِ الحلوُ مبتلٌّ، كما تلحظين،
والجوُّ ماطرْ
فإذا ما نـفضتِ شـعـرَكِ من مـاءٍ تـنـاثرتِ
لـؤلـؤاً
وجـواهـرْ
خُضرةً في السفوح،
بيضاءَ بيضاءَ بيوتاً،
وناسـَها والضمائرْ
والشبابيكُ حـطَّ بحـرٌ عليها زُرقـةً،
والسماءُ بـيـتٌ مجـاورْ
فإذا شــفَّ ثــوبُـها وضـحـاهـا
بـجنـاحيـن رفَّ قلـبُـكَ طـائـرْ
يـجتـليـها فـرعاً إلى قدمـيـها
بـمـرايـا سـريـرها والسرائــرْ
***
صمتُ واديكِ في الصباح طيورٌ
بـاسـطاتٌ جـوانحـاً ومـنـاقِـرْ
تـهـبـطُ الـماءَ،
ثمّ تـنـشـالُ عــنه،
برشاشٍ من ريشها المُتـقاطِرْ
خطَّ في الصخرِ أنّ في الطير أيضاً
شـعـراءً،
وأنّ فيها شـواعـرْ
صفحـاتُ الصخـورِ بـعضُ كـتـابٍ
مُـحدَثـاتٌ نـصـوصُـه ودواهـرْ
لـو تـدلَّـيـتَ طـالـبـاً عُــمـقَ مــاءٍ
ساكَنَ الليلَ،
فاجأتكَ المحابرْ
بـعـذارى الأفـكارِ، وهي بـطـونٌ
لو تزوَّجتَها لصارتْ ظواهرْ
صاعِــداتٍ أدراجـَهــا،
نـاشـراتٍ سيِّداتٍ من القُرى والدساكرْ
***
آهِ يا أختُ...
حسرةٌ تعتريني
مقعدي، في غدٍ، بقربكِ شاغرْ
موجِـعٌ أنْ تـحلَّ في جـنّة الخلدِ،
وتمضي، كما مضى أيُّ زائـرْ
كلُّ هذا الجمال!
والمرّةَ الأولى التي ألـتقيـكِ!
كم أنا خاسـرْ!
وغـداً قـد يـمـرُّ بـالـبـال أنّـا
ضمّنا دافقٌ من الحبِّ غامِرْ
وكـتـبـنـا قصيـدةً،
ورسـمنـا شكلَ قلبـين،
يقطران مشاعرْ
سـتقوليـن: مـرَّ ألفُ حـبـيـبٍ
وحبيبٌ ما زالَ،
لمّـا يغادرْ

- مَنْ تُراه؟!
وتصمتينَ،
وهمساً سألوا: تقصدين عبد القادرْ؟



عبد الحميد بوزاهر: دعوة للشفاء يا رب

في دردشة مع الفنان البارحة سألتُ عن أحواله لأني أعرف أنه منذ سنوات وهو يعاني وعكات صحية تفاقمت أكثر منذ وفاة زوجته رحمها الله وأسكنها فسيح جناته. قال أنه لا يأبه بكورونا لأنه لم يغادر البيت منذ 4 أشهر بسبب مرض السكري والضغط. قال أنه يتلقى زيارات بعض الأحباب ولكنه لم ينس أبدا شكر كل الذين يسألون عنه من كل بقاع الجزائر. حين سألته عن المؤسسات قال : "لقد تخلى عني أهل الثقافة". قلت: "ليس أهل الثقافة يا صديقي بل عصابات الثقافة التي استرزقت من مص دماء المبدعين الحقيقيين الذين آمنوا بالبلاد وحب التراث. ستتغير الأشياء بإذن الله". لا أدري إن كان اقتنع بما قلته، رد فقط قائلا: "إن شاء الله" وأضاف "سأنام الآن أنا متعب. إلى اللقاء".
لم يكن الوقت متأخرا أبدا لكن البلاد قد تتأخر إلى الأبد في إنقاذ أحد أبنائها الفنانين الذين علقوا بالذاكرة وقدموا للأغنية الشاوية والأوراسية والطابع السراوي الكثير بحنجرة من ذهب.
دعواتكم جميعا معي له بالشفاء إن شاء الله.





في عيد الفنان
الأمر ليس الجائحة العارضة التي ستمر. الأمر متعلق بحقوق معنوية ومادية يجب أن يحصل عليها هؤلاء الذين هم أزهار هذه البلاد الواسعة.
النحات الذي يصنع من الحجر ومن الخشب ومن المعدن الرخيص أرجوحة للمعنى ويلقي بنا في الهاوية كي نجد حبلا نتسلقه وصولا إلى متعة الابداع.
الرسام الذي يحيل قطرة الماء الملونة وبعض الزيت والقماش إلى شكل هندسي نركبه حصانا إلى مروج المحبة كي نصطاد المبتغى المدهش.
الممثل الذي يتقمص دورا ويزج بنا في متاهات الخوف والألم والتعاطف مع شخصيات وهمية ويدخلنا في ممالك الغيلان والجنيات ويمنحنا لذة الفرح الطارئ.
المغني الذي يحملنا فوق جناحيه في السماوات العامرة بالثريات والمصابيح والنجوم وهو يضبط الإيقاع والوزن والصوت والآلات الوترية كي نبلغ النرفانا.
إلى كل هؤلاء وكل الفنانين في يومهم وإليكم جميعا أنتم محبي الفنون هذه الأغنية لبوب مارلي التي يقول فيها:
One good thing about music, when it hits you feel no pain
So hit me with music, hit me with music now, yeah
شيء رائع في الموسيقى
لن تحس بالألم حين تضربك الموسيقى
اضربني إذن بالموسيقي
اضربني الآن




                       خالد شاكر: هذا أنا أيها الفنان

خالد مثلنا مقيم في مكان يطلّ على الشارع ويتمتعُ بالجلوس قربَ النافذة ومشاهدة الأرصفة وإغاظة "الملك" كورونا بالكتابة والقراءة.
يبتسم في سرّه، وبحثا عن اكتمال خطوات السفر، بدأ الرسم نكاية في الحجْر وحكايات البؤس والبكاء التي يتنفسها الكثير من سكان جمهورية فايسبوك العظيمة. خالد، يكفيه لونٌ واحدٌ كي يُربك الموقفَ والوجوهَ التي يرسمها وهي تتساءلُ عن سفرها إلى هناك حيث كأس الشاي وبعض الأقلام والرؤى الزاحفة وما يكفي من أرواح مبتسمة.
من بين الوجوه الكثيرة التي مرّت أمامه، هو الذي جال بقاع الأرض بدء من قسنطينة وله الكثير مما يقوله لنا، قرر أن يختار بعضا منها ويرسمها وكان وجهي + وجه عبيدو من بين أولئك الذين منحهم خالد بعضَ الوقت كي يزرعَ فيهما اللون والشكل والإلتواءات والحيرة المفضية لقراءة التضاريس والابتسامة المرتجلة.
شكرا أيها الفنان العابث بالحَجْر ولك كل التحايا.




                                       رمزية التمثال

تماثيل أمريكا أحالتني على الجزائر.
تم التخلص من الكثير من منحوتات الأشخاص والتي تمثل رمزيا الاستعباد والعبودية في أمريكا وقد تم قطع رأس كريستوف كولومبس رمز قتل السكان الأصليين في القارة الأمريكية الهندية. سيتم التنكيل بباقي التماثيل العنصرية أو وضعها في متاحف خاصة.
عام 1962 لما رأت فرنسا أن بقاءها في الجزائر صار مستحيلا، انتزعت كل تماثيل جنرالاتها وسفاحيها الاستعماريين من أماكنها ونقلتها في البواخر إلى فرنسا أرضها الأم لأن الجزائر أرض تم تحريرها بالدم.
الذي حدث بعدها هو أنه وبعد مغادرة هذه التماثيل ساحات وحدائق المدن الجزائرية، ما تزال هذه الأسماء تسكن عقول بعض الجزائريين الذين لا يقولونها فقط بل يفتخرون بكونهم يقيمون في شارع "داريمون" (Damrémont) أو "بيريغو" (Perrégaux) أو روفيغو (Rovigo) أو سانت أرنو (St Arnaud)، الجنرالات السفاحين الذين قدموا لتقتيل الجزائريين وأخذ خيرات بلادهم،  أو حي الكاردينال "لافيجري" (Lavigerie) كبير رجال الدين رئيس الأساقفة بكنيسة الجزائر وصاحب فكرة التنصير ومؤسسات "الآباء البيض" (Les pères blancs).
بعد أن رحلت التماثيل نتمناها أن ترحل من العقول أيضا لأن ذلك أخطر ونقوم بما يقوم به "الصادق" ابني مع "الشيطان" الذي يسكن هذه النبتة / كما كنا نسميه في صغرنا.
(الصورة ع يخلف، 04 05 2011، قسنطينة)

Photo A.Ikhlef 2011




                                لوحة الكسرة: متحف الحياة

هي سيدة من ذهب، من حقها أن تحتل إطارا وتقف مفاخرة على حائط متحف الشخصيات الوطنية. هي شاهدة على كل الذي حصل في هذه الأرض لأنها تشرب من مائها وتجري في نسغ نباتها وتتوق لملحها. هي سيدة القمح الذي زرعته الأيادي التي جزؤها ثورة وجزؤها ضباب وبعضها ما زال يحصي الموتى المفقودين في السهول ومدائح الغبار. هي الخطوة الأولى في سفر الكائنات المتوهجة، التي هي نحن، في المدائح والأناشيد إلى طريق الشموس والكواكب المستنيرة. هي الكسرة : إنها في القمة تتلو أغنية وتمسك بضفيرتها وتلعن الدّوار.
تصفيق من فضلكم ...
(الصورة ع يخلف، 30 03 2020، قسنطينة)

She represents a golden dream and deserves to be on the wall of a national museum of personalities. She is a master of a silent beauty and a call of those who suffered and those who are still lost somewhere in this sweet land of joy and sorrow. She is there to stay.
Applause please.
(Photo a.ikhlef, 30 03 2020, Constantine)





                                       قطرة ماء وقطعة سماء
في أيام الحرّ هته، لا أطلب الذهاب إلى منتجعات الجزر الخيالية في الباهاماس ولا إلى مسابح الفنادق الفخمة في اليونان ولا إلى البيوت الخشبية على حواف جزيرة الوايت المقابلة للمحيط و لا إلى الريفييرا وكافة الأسماء التي تملأ صفحات المجلات ومواقع الإنترنيت التي تضخمها وكالات الأسفار وتجعل منها حلم الحالمين من السياح والمسافرين ومحبي اللهو...
أطلب فقط أن أغمض عينيّ وأفتحهما على قطرة ماء وقطعة سماء في ذاك المكان المسمى "تمنار/ تمنارت/ طمنار" الذي يضم الماء والرمل والغابة في تناغم كبير. زورق يسبح بك باتجاه الغروب هناك، لوحة من حلم.
سأحلم
(الصورة ع يخلف، 31 08 2018، تمنار، القل)
Photo A.Ikhlef, Tamanart, Collo, 2018




                                          البقاء لله

تفقد قسنطينة زين الدين بن عبد الله واحدا من أبنائها. كان يزرع في جنباتها الأغاني الصوفية بانتمائه إلى العيساوة منذ زمن وخاصة منذ حصوله على إجازة من شيوخ هذه الطريقة في مصدرها. عاش ببساطة كبيرة وبعلاقات طيبة مع كل من عرفه وكل الضيوف الذين جلسوا معه في استوديو إذاعة قسنطينة وأمتعوا الجمهور بحكاياتهم عن المدينة القديمة وعادات أهلها.
الرحمة لروحه وتعازينا الخالصة لأهله مع تمنينا لهم بالصبر والسلوان.
تعازينا أيضا لفناني قسنطينة الذين يفقدون صديقا ومقاوما عاملا في صمت.
إنا لله وإنا إليه راجعون.




                                بِتينا...بيْتُنا الحنون

رحلت "بتينا هاينن عياش" الفنانة التشكيلية الجزائرية عن عالمنا وعالمها بين شقائق النعمان في طرقات البلد بسيارة الرونو 4 وكانت تتوقف من حين لآخر كي ترسم قطعة من مرج أو منعرج عامر بالأزهار البرية أو هضبة مطلة على الربيع.
تعيش بين النباتات وترسمها كي تحوّلها تحفة للعين على أسوار قاعات المعارض والمتاحف. تحسّ أن هذا البلد تبناها وهي تبنته أيضا. صارت ابنته المدللة. حكايتها طويلة مع الجزائر.
سجلتُ معها منذ زمن بعيد حوارا أخرجتُه صباحا كي أنصت إليها وهي تضحك وتحكي عشقها للبلد ولزوجها (حكاية حب تفوق روميو وجولييت في تفاصيلها ومرحلتها) ولتدرجات الألوان التي تصنع قيمة اللوحة بين يديها.
آخر جملة قالتها في الحوار: أردت دوما أن أداعب روح هذا الشعب الطيب وروح هذا البلد الرائع.
الرحمة لروحها الطيبة ولابتسامتها التي كانت تمنحها بكل محبة.




                                بتينا اللوحة العامرة بالربيع

الصورة من 2011 لكن التسجيل يعود إلى 1998. صوتها، ضحكتها، عفويتها وهي تقول:
"أنا اليوم ملتحمة بالجزائر وكل أهلي في ألمانيا يعرفون أني أرسم الجزائر فقط وأحبها. كل ما أقوله أن ينتبه الفنانون الشباب إلى روح هذه البلاد التي قضيت حياتي أبحث عنها".
الرحمة لروحها.




                                       الطلاسة والطباشير

منذ دخلت المدرسة وأنا أرى الطلاسة وأشتمّ رائحة الطباشير حتى أصبح هذا الثنائي جزء من حياتي اليومية. أرى عمل الطباشير على السبورة الخضراء وكيف يكتب المعلم تاريخ اليوم أو القصة أو حل المعادلة الرياضية أو رسم الخلية أو الخارطة الجغرافية. يوم أصبحت أستاذا بالمدرسة العليا لإطارات الشباب والرياضة عام 1994 وتم تسليمي علبة طباشير وطلاسة طلبتُ علبة طباشير أخرى وطلاسة أخرى. ظن الحاجب أن تلك أنانية من جانبي لكنه لم يعلم أني وددت الاحتفاظ بهما كذكرى أولى تنقلني من كرسي التلميذ إلى كرسي الأستاذ. ما زالا بدرج بالبيت، يلامسان بعضهما البعض ويحكيان القصص التي كانت تتسلل إلى داخل حجرة الدرس. مرّ الزمن وجاء الحاسوب والسبورة الإلكترونية ووو...ولم تبق سوى الذكريات ورائحة الطباشير في القسم وصوت المعلمة وهي تقول: انتهى الدرس، لا تنسوا واجباتكم.
(الصورة ع يخلف)




                                       رجل بقلب من فرح

في كل مرة أحلّ بمدينة مونستير التونسية مع الأسرة إلا وشممتُ رائحة الياسمين من بعيد قبل أن أرى البائع. بكامل أبهته وبهائه، بسرواله الأبيض وجليكة مطروزة بلون عنّابي، بكبّوس أحمر غامق وفسيلة من الياسمين فوق أذنه، تسبقه ابتسامته التي تحمل الترحيب والفرح ... حتى تحت المطر.
لا يزعج العابرين أبدا بل يتقدم منهم بحنّو وابتسامة ونظرة محبة وحركة من اليد تقول: زيّن يومك بدينار. مَن مِن العاقلين لا يشتري منه عبق المسرّة بدينار؟؟ له دوما إجابة عن السؤال وفي فمه دوما حكاية لمن أرادها...هو رجل بقلب من فرح، تحياتي له....نسيت أن أسأله عن اسمه...
(الصورة ع يخلف، مع محمد الصادق ابني، صيف 2018، مونستير)

Photo A.Ikhlef 2018, Monastir, Tunisia




                                  رجل يغنّي ويقرأ في آن

بيبير/Pépère/ هكذا ناديته المرة الأولى حين التقيته بباريس. يتجول بالقرب من مقبرة الأب لاشيز /Père Lachaise/ كلما سألته: لماذا أصبحتَ مشردا؟ يحكي حكاية مغايرة للتي قالها البارحة. لا يملّ من التجديد وبكل حماسة أيضا. كأنه يلتقيني لأول مرة.
بيبير يحب البيرة والخمر الأحمر ويكره الفودكا لأنها "تسخّن الجسم فوق اللازم بشكل غير طبيعي" يقول بحركات التقزز.
بيبير يحب الصراخ في الليل والنوم في النهار وقراءة كتب الفلسفة التي يضعها مع الأغراض التي يحملها في عربة أطفال. الكثير من الكتب يحميها من اللصوص بسلسلة حديدية. أعاتبه: "لكنك تصرخ ليلا ونسمعك حين تفعل"... يرد ضاحكا: "ذاك مقصودي، أنا أصرخ كي يسمعوني وأنت شاهد أنهم فعلوا".
بيبير يثبتُ وجودَه من خلال احساسه أن الشارعَ ملكٌ له فيروح ويجيء ضاحكا غير آبه بأحد، وحين يملّ المشي، يُخرج قارورته ويأخذ منها بعض الجرعات ثم يجلس على كرسي طويل. يُخرج كتابا ويبدأ الغناء والقراءة في آن. كي يفعل الواحد منّا كل ذلك، يجب أن يكون....بيبير.
(الصورتان ع يخلف، 14 08 2010، باريس)   


Ici à Paris, on l’appelle Pépère. Lui, il s’en fout royalement de ce qui se passe autour de la Place Nation pourvu qu’il y est un petit coin pour passer la nuit à côté du cimetière Père Lachaise. Un verre de vin rouge ou une bière lui garantissent le bonheur de la journée. Il déteste la vodka « car elle réchauffe le corps artificiellement » lui reproche-t-il. Pépère aime bien crier la nuit pour se faire entendre dit-il, pas pour « emmerder » les autres. Les livres le consolent. Il préfère lire les livres de philosophie, « plus profonds ». Le banc public ainsi que le boulevard lui appartiennent. Bref, c’est son point de vue.
(Photos A.Ikhlef 14 08 2010, Paris).