قصيدة لقسنطينة
بقلم الشاعر السوري الكبير عبد القادر الحصني يهدينا إياها جميعا في هذا العيد
المبارك.
حين وقفنا على جسر
سيدي راشد منذ خمس سنوات وكنتُ أحدثه عن بعض الحكايا التي سكنت المدينة، لم يقل
الرجل شيئا بل كان صامتا وراحت خطواته تطمئنُّ على صدى هدير وادي الرمال. كأنه
يهدهد المدينة ويترجاها كي تبقي مدائحها أمنيات معتقة للمساء. جلس وسط كوكبه وأخذ
خيوط النول وحاك لها "قندورة" من لغته البهية التي هي مزيج لا ينتهي من
البريق والنيلوفر.
قصيدة قسنطينة
صــورٌ، إنّ
لـلخـيـال خـيـالاً
يـبتدي من هنا إلى غير آخِـرْ
يـبتدي من هنا إلى غير آخِـرْ
الجسورُ المسافراتُ
مجازٌ
خفِّفِ الوطءَ،
أنتَ أيضاً مُسافِرْ
خفِّفِ الوطءَ،
أنتَ أيضاً مُسافِرْ
وتـأمّـلْ ما
تـحتـها،
ربّما الأجملُ منها ما تـحتـها من قـنـاطـرْ
ربّما الأجملُ منها ما تـحتـها من قـنـاطـرْ
وتعمّـقْ، حتّى ترى
الصـخرةَ البيضـاءَ عرشاً،
متـوَّجـاً بالعمـائرْ
متـوَّجـاً بالعمـائرْ
وترى الدهرَ شـاخَ،
أمّا قسنطينةُ فهي الصبـاحُ ما زال بـاكـرْ
***
يا بنة العمِّ، شعرُكِ الحلوُ مبتلٌّ، كما تلحظين،
والجوُّ ماطرْ
أمّا قسنطينةُ فهي الصبـاحُ ما زال بـاكـرْ
***
يا بنة العمِّ، شعرُكِ الحلوُ مبتلٌّ، كما تلحظين،
والجوُّ ماطرْ
فإذا ما نـفضتِ
شـعـرَكِ من مـاءٍ تـنـاثرتِ
لـؤلـؤاً
وجـواهـرْ
لـؤلـؤاً
وجـواهـرْ
خُضرةً في السفوح،
بيضاءَ بيضاءَ بيوتاً،
وناسـَها والضمائرْ
بيضاءَ بيضاءَ بيوتاً،
وناسـَها والضمائرْ
والشبابيكُ حـطَّ
بحـرٌ عليها زُرقـةً،
والسماءُ بـيـتٌ مجـاورْ
والسماءُ بـيـتٌ مجـاورْ
فإذا شــفَّ
ثــوبُـها وضـحـاهـا
بـجنـاحيـن رفَّ قلـبُـكَ طـائـرْ
بـجنـاحيـن رفَّ قلـبُـكَ طـائـرْ
يـجتـليـها فـرعاً
إلى قدمـيـها
بـمـرايـا سـريـرها والسرائــرْ
***
بـمـرايـا سـريـرها والسرائــرْ
***
صمتُ واديكِ في
الصباح طيورٌ
بـاسـطاتٌ جـوانحـاً ومـنـاقِـرْ
بـاسـطاتٌ جـوانحـاً ومـنـاقِـرْ
تـهـبـطُ الـماءَ،
ثمّ تـنـشـالُ عــنه،
برشاشٍ من ريشها المُتـقاطِرْ
ثمّ تـنـشـالُ عــنه،
برشاشٍ من ريشها المُتـقاطِرْ
خطَّ في الصخرِ أنّ
في الطير أيضاً
شـعـراءً،
وأنّ فيها شـواعـرْ
شـعـراءً،
وأنّ فيها شـواعـرْ
صفحـاتُ الصخـورِ
بـعضُ كـتـابٍ
مُـحدَثـاتٌ نـصـوصُـه ودواهـرْ
مُـحدَثـاتٌ نـصـوصُـه ودواهـرْ
لـو تـدلَّـيـتَ
طـالـبـاً عُــمـقَ مــاءٍ
ساكَنَ الليلَ،
فاجأتكَ المحابرْ
ساكَنَ الليلَ،
فاجأتكَ المحابرْ
بـعـذارى الأفـكارِ،
وهي بـطـونٌ
لو تزوَّجتَها لصارتْ ظواهرْ
لو تزوَّجتَها لصارتْ ظواهرْ
صاعِــداتٍ
أدراجـَهــا،
نـاشـراتٍ سيِّداتٍ من القُرى والدساكرْ
نـاشـراتٍ سيِّداتٍ من القُرى والدساكرْ
***
آهِ يا أختُ...
حسرةٌ تعتريني
مقعدي، في غدٍ، بقربكِ شاغرْ
حسرةٌ تعتريني
مقعدي، في غدٍ، بقربكِ شاغرْ
موجِـعٌ أنْ تـحلَّ
في جـنّة الخلدِ،
وتمضي، كما مضى أيُّ زائـرْ
وتمضي، كما مضى أيُّ زائـرْ
كلُّ هذا الجمال!
والمرّةَ الأولى التي ألـتقيـكِ!
كم أنا خاسـرْ!
والمرّةَ الأولى التي ألـتقيـكِ!
كم أنا خاسـرْ!
وغـداً قـد يـمـرُّ
بـالـبـال أنّـا
ضمّنا دافقٌ من الحبِّ غامِرْ
ضمّنا دافقٌ من الحبِّ غامِرْ
وكـتـبـنـا قصيـدةً،
ورسـمنـا شكلَ قلبـين،
يقطران مشاعرْ
ورسـمنـا شكلَ قلبـين،
يقطران مشاعرْ
سـتقوليـن: مـرَّ
ألفُ حـبـيـبٍ
وحبيبٌ ما زالَ،
لمّـا يغادرْ
وحبيبٌ ما زالَ،
لمّـا يغادرْ
- مَنْ تُراه؟!
وتصمتينَ،وهمساً سألوا: تقصدين عبد القادرْ؟