اللصوص في كل جامعات العالم
تقول جريدة لوموند أن جامعة باريس 1/
بانثيون سوربون الفرنسية الشهيرة أصدرت قرارا بتاريخ 21 جويلية 2020 بوثيقة من 40
صفحة تلغي به شهادة دكتوراه في الحقوق كانت منحتها للطالب "أراش
ديرمبارش" عام 2015 الشيء الذي سمح له أن يصبح محاميا مشهورا وتمنع عنه
نهائيا الدخول إلى أي مؤسسة فرنسية للتعليم العالي.
الغريب في الحكاية هو أن هذا السيد من
الشخصيات العمومية المشهورة ومنتخب محلي في "كوربوفوا/ هو دو سين" منذ
2014 وهو نائب رئيس البلدية مكلف بالتنمية المستدامة. لقد نشر كتابا محفزا جدا
يحمل عنوان "أن تسقط 9 مرات أن تنهض في 10 – الفشل الدراسي: عدم الاستسلام
أبدا" (منشورات لوشيرش ميدي، 2019). يبدو أن السيد يعرف جيدا الفشل ويقدم تقنيات
للسرقة العلمية كي يخلق جيلا يشبهه تماما. حتى تكتمل الحكاية، يقدم نفسه على أنه
رئيس فايسبوك في فرنسا. اللص ليس له ما يردعه: حين يبدأ العملية فإنه لن يتورع عن
الذهاب إلى أقصى الحدود.
لقد أصبح من خلال منصبه كمنتخب نشط يناضل
ضد التبذير الغذائي ويحاول إقناع الرؤساء الفرنسيين بالفكرة: يتم رمي الأطنان من
المنتجات الاستهلاكية يوميا في حين يحتاجها الفقراء ولذا طالب باستصدار قوانين
تضمن توزيع تلك السلع. ظهر السيد في صورة الملاك لكنه يحفر ويسرق جهد الآخرين
كالشيطان. هو من مواليد 1979 بباريس لأبوين إيرانيين فرا من بلادهم بعد ثورة
الخميني. والده مخرج سينمائي معروف وعمه رسام كاريكاتير معروف أيضا.
سردت هذه الحكاية لأنه في كثير من الأحيان
اثناء الحديث عن السرقات العلمية في الجزائر يقال: كيف مرت هذه السرقات على لجنة
من الأساتذة المتخصصين الذين قرأوا وناقشوا الأطروحة؟ العملية ليست بهته السهولة
ثم أنها ما دامت تحدث في أعرق جامعات العالم يعني أن الألم عميق جدا ويتطلب الكثير
من التركيز في التعامل مع العلم وإنتاجه.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire