vendredi 15 mai 2020


                                      الخفّاش الذي لا ينام
في مكتبي بالجامعة خفاش عمره 20 سنة يعكف على اللهو كأنه ملك، لقد استثنى نفسه من السلالة إياها ولم ينقل الأمراض أبدا. مذ دخل هذا المكان مثلما دخلته منذ سنوات كان قد رحل مثلي في قسنطينة من كلية علوم الأرض بزواغي إلى كلية الحقوق بجامعة منتوري ثم إلى الجامعة 3. خفاشي لا يهتم بأسماء الجامعات ولا التواريخ ولا الحكايات الهامشية وما نسيته الريح قرب النوافذ ولا مممثلي الملهاة التي تحدث في الفناء، تهمّه قطعة الخشب التي سافرت معي من مكتب لآخر. إنها مسكنه الآمن، يشتم فيها عطور الغابة وأصوات الصراصير وما علق في السنابل من حنين للحقول المتماوجة. يهمّه أيضا أن يكون معي كي يفتح لي باب السماء حين تُغلق جميع الأبواب، تماما كما في الرسوم المتحركة، يطلب مني أن أغلق عينيّ، يأخذني فوق جناحيه بألق ويطير في حقول الأساطير المهملة. يحكي لي حكايات الجن والعفاريت (هو لم يسمع بحكاية الملك كورونا بعد) والثماثيل التي برهنت عن معجزاتها والغرقى الذين راحوا من دون أنين. ألعب بالأبواق والمزامير وأقهقه عاليا وأنسى الذي حدث في تلك الصبيحة. أفتح عينيّ مجددا فأرى خفاشي يستريح فوق خشبته وقد أتعبته الرحلة الفاتنة.
خفاشي من بلاستيك، ما أسعده، لا يأكل و لا ينام و لا أحد يتهمه بنقل الأمراض. إنه ناقل للعدوى الجميلة: عدوى الركض في هواية الحياة.
نسيت أن أسأله عن اسمه.
(الصورة ع يخلف، 09 12 2011، قسنطينة)



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire