mercredi 27 mai 2020


الكلاكسون مكان الجرس
صديقنا سليم بوفنداسة مدير تحرير جريدة النصر يقرع في هذه المرة جرسا ولكن بصوت الكلاكسون، هذا الصوت الذي حوّل الجزائريون مهمته من منبّه / مهماز إلى مزعج/ نشاز. الجميل أن ينهي المقال باستعمال رهيب لكلمة "كلاكسون" الذي له علاقة بالسياسة وعلم النفس وعلم الاجتماع أيضا. سليم يعيد في كل مرة الأشياء إلى نصابها ويفتح أمامها الطريق واسعا كي لا تخطئ الوصفة.
0000000000000
الكلاكسون
لم يواجه منذُ سكن أرواح المخلوقات المعدنيّة، ما يواجهه من سوء تقديرٍ في الجزائر وسوء استعمالٍ أخرجه عن وظيفته النبيلة: تنبيه الغافل !
والذنب ليس ذنبه قطعاً، لأنّه غير مسؤولٍ عن تواجد النّاس في المكان الخطأ وإصرارهم على ذلك. ولأنه حصيلة تلاقح علوم صمّاء فإنه غير معنيّ بالتأويل الذي هو خاصيّة الإنسيّ المتواجد في المكان المذكور والذي يتوهّم أنّه في مكانٍ آخر.
سعت التجمّعات البشرية إلى وضع أنظمةٍ لتقاسم الفضاء ضبطاً لغرائز الاستحواذ، وانتهت إلى صيّاغة تشريعات وإشارات وأعراف و حدود، يجنّب الامتثال لها الصّراعات و الاحتكاكات، ويعتبر قانون المرور تدبيراً اهتدى إليه الإنسان بعد أن سخّر لنفسه المعادن التي تجري في الأرض. وبات عدم احترام هذا القانون الذي يضمن السّيْر في سلامٍ، محلّ استهجان قبل أن يكون موضوع عقابٍ في المجتمعات التي ترفض العودة إلى الوضعيّات البدائيّة.
كما راعى مصمّمو المدن أماكن سير الإنسان صاحب القدمين، وأماكن سير العربات ذات العجلات لتسهيل حياة العابرين و المقيمين، ولم يغفل «خالقُ» المركبات تزويدها بمنبّه لتحذير الغافلِ سائقاً أو سائراً، لا غير، ولم يكن في نيّته (الخالق) الإساءة إلى المُنبَّهِ، كما يعتقد قطاع لا يستهان بعدده من المواطنين الجزائريين، الذين لا يتقبّلون تنبيههم إلى أنّهم يتواجدون لحظةَ إطلاق المنبّه في مكانٍ يفترض ألّا يتواجدوا فيه، وفق ما يبدو من ردّات أفعالهم السّاخطة (من النادر أن ترتفع يدٌ باعتذار). وبمقابل ذلك فإنّ المنبّه أصبح يستعمل في مواضع لم يخلق من أجلها: حفلات الختان
و الزواج، نجاح أحدهم في البكالوريا، فوز فريقٍ محلي لكرة القدم، فوز الفريق الوطني أو فوز مانشيستر سيتي (ليستر سابقاً) وريال مدريد وبرشلونة، وقد يُستعمل في الغَزل غير العفيفِ وفي الذّهاب إلى البحر أو العودة منه وفي الفرحِ بشيءٍ لا يستحقّ الفرح.
يشيرُ ازدراء «الكلاكسون» إلى رفضٍ للتنبيه واعتباره تقليلاً من شأن الذّات الجزائرية المنبَّهة. ينسحبُ ذلك على كلّ تنبيه. لذلك أخفقنا في بناءِ الدولةِ الوطنيّةِ بعد الاستقلال، فكبار الخطّائين يرفضون، أيضاً، «الكلاكسون» بل ويناصبونه العَداءَ.
سليم بوفنداسة

 https://www.annasronline.com/index.php/2014-08-09-10-34-08/2014-08-25-12-21-54/123454-2019-06-11-09-56-35




العبث بالدستور
يبدو أن النقاش حول الدستور الجديد للجمهورية الجزائرية أصبح لعبة للكتبة وفقهاء القانون والعابثين بالفكر فقد تم في التعديل المقترح للدستور إضافة الفقرة التالية "يمكن للجزائر في إطار الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، وفي ظل الامتثال التام لمبادئها وأهدافها، أن تشترك في عمليات حفظ سلام في الخارج".
السؤال غير مرتبط بنجاعة هذه المنظمات والإيديولوجيات التي تقف وراءها والقوى التي تحركها وترسم أجنداتها والمخاطر على الجيش الجزائري وأبناء الشعب، أتساءل: لماذا إضافة مادة في الدستور تتعلق بإمكانية المشاركة في قوات حفظ الأمن الأممية ؟ هل هذا يتطلب تغيير الدستور؟
لقد علمونا في الجامعة أثناء دراستنا للعلوم السياسية أن الدستور هو وثيقة كتبت خصيصا لتسيير الشأن الداخلي وضبط الإجراءات القانونية للعلاقة بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية أما السياسة الخارجية فتوضع لها خطوط عريضة فقط و لا تلتزم الدولة بتغيير دستورها لأن مصالحها في العلاقات الدولية تغيرت أو أن حلفاءها تبدلوا.
مقارنة صغيرة تفيدنا هنا وتلخص الأمر: حين نأخذ الدستور الأمريكي كمثال، فمنذ القرن الثامن عشر والتعديلات الستة والعشرون التي حدثت على الدستور كانت لها علاقة بالشأن الداخلي وعمل الكونجرس والحقوق أما السياسة الخارجية فترِدُ في وثائق أخرى لوزارة الخارجية ووزارة الدفاع وكافة مراكز البحث والجامعات العاملة من ورائها. إن التحولات التي مرت بها السياسة الخارجية الأمريكية بين العزلة والتدخل والحروب الاستعمارية ومساندة الدكتاتوريات في العالم وقمع الشعوب بدعوى دعم الديمقراطية ومكافحة الإرهاب وسباق التسلح والحرب النووية وحرب النجوم لم تدفع بأمريكا إلى تغيير دستورها أو إضافة مادة تبيح لها التدخل أو عدم التدخل.
ذاك منطق الدول الكبرى، أما نحن في الجزائر فما زال قادتنا ومشرّعونا يرون أنه علينا أن نفضح كل خطواتنا ونعتذر عن كل ما نقوم به ونستعمل الشفافية حتى في السياسة الخارجية التي لا تستدعي الشفافية أبدا حتى أن وزارتها هي وزارة سيادية وميزانيتها ميزانية خاصة وغير معروفة.
لا حاجة للدستور الجزائري بهذه المادة التي ستقزمه وتجعله وثيقة مرحلية تتغير مع تغير الأحوال في العلاقات الدولية.
(الصورة ع يخلف، الصادق الصغير، 14 11 2009، قسنطينة)

Joyeuse fête de l'Aïd

عيد فطر مبارك




A. Ikhlef / Constantine 
عبد السلام يخلف / قسنطينة

هدية لكم
كتاب الشاعر بيار مارسيل مونموريPierre Marcel Montmory  المكتوب بالفرنسية، قمتُ بترجمته إلى العربية وهو هدية لكم، نزلوه (وكتب أخرى) للشاعر من الرابط التالي:
http://www.poesielavie.com/2020/05/.html?fbclid=IwAR2V5AJtJ6bhHF3M_-wzYsL5TTXn4EPH6I6DY5saZlML0q6dnIz33Oz4YVs

وهذا بعض المدخل:
     لقد حوّل المكتشفُ الحياة إلى أشعار لأنه يجني منها كل الثمار، منها الأحلى ومنها الأكثر مرارة أيضًا. بأحضان ملأ زوّادته وعندما توقف على عتبةٍ مضيافةٍ بها نفرٌ قليل من الناس، أخرج الجوهرَ الجديدَ لكلماتٍ طازجة طالعة من قلبِ قلبه واستمعَ إليه الناس مثل مبعوث سماوي من فلك عاقل.
     أصبح الضائعون متطوّعين للغرق، والسفينةُ غدت ملجأ أموميّا لبلادهم حيث تسمّوا من تلك اللحظة بأسماء القبطان لتعليم ذرّيتهم الطرق النبيلة لبلوغ الجمال.
     لم يوافق المكتشفُ أيضا على مقايضة حماره بآلة ضجيج نتنة، تحطمُ المناظرَ الطبيعية وتخيفُ العصافيرَ. فضّل الحُبَّ الأبديَّ على التقدم الكاذب.

     مشى على رجليه كما مشت الإنسانية حافية القدمين. لقد صرخَ كما صرختُ أيضًا على أولئك الذين تركوا الرّسنَ يحكمهم وباعوا ذكاءَهم لفكرةٍ عصريةٍ والذين يغازلون الأشباحَ وهمْ أصنام الجشعين الذين يلهمهم المكر.
     ولكن ماذا لو كان لديك فمٌ وذراعين فقط للتغلب على الهواء؟ ماذا تفعل عندما يُطبق العقل الذي بلا قلب على الكلماتِ ويُخرج الأسلحة؟ ماذا تفعل عندما يَتهمُ الرجلُ الضائعُ مرشديه بفقدانه؟ ما العمل ؟





mardi 19 mai 2020


من وحي الملك
قبل الحجر بقليل أي في 07 مارس جلستُ كعادتي الطيبة مع صديقي الأستاذ كمال بوكرزازة (ينقصنا الأستاذ عبد السلام حداد) حول مايدة عليها كأس شاي وبعض الكاوكاو وكان يوم برد. تكوّرنا في زاوية المحل التيميموني التقليدي للحصول على بعض الدفء ورحنا نسرد حكايات بعضها قديم وبعدها ما بعد حداثي ونتكلم عن الكتب وما جاورها من نكت ونوادر تؤثث أمسيتنا. دخل شاب إفريقي إلى المكان وقد حمل في يده ولاعة/ تماما مثل الفيلسوف ديوجينوس الذي يحمل فانوسا في وضح النهار/ اعتقدنا أنها نوع من العبث من طرفه فأشرنا عليه بإطفائها، فقال بلغة فهمنا منها كلمة واحدة: البرد.
كان الشاب يسخّن يديه بالولاعة لأنه لا يحتمل البرد. نحن في إفريقيا ولكننا نعرف عن القارات الأخرى أكثر مما نعرفه عن إخواننا في القارة التي ننتمي إليها.
في زمن الحجر اللعين هذا، اشتقتُ إلى مكان قلب اللوز وبائع الشاي وصديقي الإفريقي الذي....نسيت أن أسأله عن اسمه.
(الصورة ع يخلف، 07 03 2020، المدينة الجديدة، قسنطينة).




الرحمة لكافة الموتى
أترحم على والدي "الصادق" وعلى أولياء كافة المسلمين في هذه الليلة المباركة ونطلب لهم المغفرة والرحمة والرفعة والسمو في جنة الخلد. لم يبق منه سوى الصور وصوته على الكاسيت وهو يحكي الأشهر التي قضاها في الجبهة الشرقية للانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية. صوته وهو يحكي كيف كان يتبع الشعراء التروبادور في قسنطينة وهم يغنون "يا ديوان الصالحين/ على ربي متعملين" ثم يضحك في النهاية قائلا "ياخي حالة ياخي"....بمعنى: هذه هي الحياة بنت الكلب.

Photo Sadek Ikhlef 1920-1994



vendredi 15 mai 2020


                                      الخفّاش الذي لا ينام
في مكتبي بالجامعة خفاش عمره 20 سنة يعكف على اللهو كأنه ملك، لقد استثنى نفسه من السلالة إياها ولم ينقل الأمراض أبدا. مذ دخل هذا المكان مثلما دخلته منذ سنوات كان قد رحل مثلي في قسنطينة من كلية علوم الأرض بزواغي إلى كلية الحقوق بجامعة منتوري ثم إلى الجامعة 3. خفاشي لا يهتم بأسماء الجامعات ولا التواريخ ولا الحكايات الهامشية وما نسيته الريح قرب النوافذ ولا مممثلي الملهاة التي تحدث في الفناء، تهمّه قطعة الخشب التي سافرت معي من مكتب لآخر. إنها مسكنه الآمن، يشتم فيها عطور الغابة وأصوات الصراصير وما علق في السنابل من حنين للحقول المتماوجة. يهمّه أيضا أن يكون معي كي يفتح لي باب السماء حين تُغلق جميع الأبواب، تماما كما في الرسوم المتحركة، يطلب مني أن أغلق عينيّ، يأخذني فوق جناحيه بألق ويطير في حقول الأساطير المهملة. يحكي لي حكايات الجن والعفاريت (هو لم يسمع بحكاية الملك كورونا بعد) والثماثيل التي برهنت عن معجزاتها والغرقى الذين راحوا من دون أنين. ألعب بالأبواق والمزامير وأقهقه عاليا وأنسى الذي حدث في تلك الصبيحة. أفتح عينيّ مجددا فأرى خفاشي يستريح فوق خشبته وقد أتعبته الرحلة الفاتنة.
خفاشي من بلاستيك، ما أسعده، لا يأكل و لا ينام و لا أحد يتهمه بنقل الأمراض. إنه ناقل للعدوى الجميلة: عدوى الركض في هواية الحياة.
نسيت أن أسأله عن اسمه.
(الصورة ع يخلف، 09 12 2011، قسنطينة)



vendredi 8 mai 2020


إيدير في ذمة الله
أذكر أني في كثير من المرات جلستُ أو مشيتُ أو سافرتُ بعيدا مع أحد أفراد أسرتي وأسرة زوجتي الواسعة و هو "لزهر" إلا وحكى عن إيدير وموسيقاه. تعلمتُ مواضيع أغانيه من خلال ترجمتها ونقل الأحاسيس من خلال مواضيعها والبعد الإنساني في أهدافها ورسائلها. لزهر أصوله قبائلية لكنه جزائري حد النخاع. سأعزيه هو الأول ثم كامل الشعب الجزائري طالبا الرحمة لروح "الفنان الجزائري" العالمي. إيدير أيها الأمازيغي: آنرز ولا نكنو.




كي لا ننسى
تشرفتُ جدا بترجمة هذا الكتاب الضخم – إلى اللغة العربية-  والذي يحمل عنوان "مجازر 8 ماي 1945 خطاب الصحافة الاستعمارية" الذي صدر عن دار سيديا للنشر، 2019 للكاتب عمار محند عامر. قوة الكتاب تكمن في أدوات البحث وقدرته على تجميع الوثائق وخاصة المقالات الصحفية والتغطية الإعلامية للأحداث في حينها ومقارنة تصريحات مسؤولي الإدارة الاستعمارية وتلخيص أهم ما جاء فيها وانعكاسات ذلك على القضية الجزائرية.
كتاب يرسخ في الذاكرة أحداث لا يمكن نسيانها وضحايا ما زالت دماؤهم تصرخ كي تؤنب أرواحنا وتوخز أقلامنا كي نقول للعالم والتاريخ والمستقبل ذاك الذي حدث في 8 ماي 1945.





القطة التي في الأغنية
هادئة تطرق باب البهاء، كانت قد سكنت أرضا بها وحوشٌ تسمي نفسها: البشر، شرّ ما كان فوق الكوكب من مخلوقات. كانت القطة في مملكتها تشدّ على يد الحلم كي تلاقي مواء آخر في الأكمة المجاورة، كي تلتقط أكياس الضوء المتناثرة في شوارع الوهج الصاعد، كي تقفز مثل فراشة متعالية نحو أبهة الجنون، كي تقيم في الفصول الوافدة التي تهدهدها المساءات المتهادية، كي تستنفر الحواس والحيوات السبعة مستجمعة صوت المساء، كي ترتقب القادمين إلى حضنها وهي مغتبطة تتدافع فيها الأغاني، تلك القطة التي تقيم في السماء.
مرثيتي لتلك "القطيطة" ولكل القطط التي ماتت بسبب البشر والتي ستموت غمّا وألما بفعل صاحب القدمين الذي ابتكر اللغة كي يقول أنه سيد المخلوقات.
ع يخلف
(الصورة ع يخلف، 16 12 2019، قسنطينة)


Photo a.ikhlef, 16 12 209, Constantine.



الرحمة لروحه...الفنان
عبد الحميد حباطي أحد الفنانين الكبار الذين لن نرى مثلهم للتو في مسرح قسنطينة. كلما التقيته في شوارع المدينة إلا وابتسم دون أن يحكي عن المسرح والمسرحيين بل عن الحياة التي هي أكبر مسرح مفتوح. يضحك مع أصدقائه القدامى ويربّت على أكتافهم كي يطمئن عليهم ويطمْئنهم أن العالم بخير وأن المدينة ستسترجع بهجتها التي يعرف.
إنا لله وإنا إليه راجعون. لك تحية مني أيها الرجل الرائع. ستفتقدك قسنطينة حين تستفيق غدا من دونك.
Abdelhamid Habbati par Abdecelem Ikhlef






عيد ميلاد سعيد أمينة
هي ابنتي الصغيرة التي لا تكبر. كلما أغمضتُ عينيّ أراها تركض في رواق البيت أو تلعب مع صديقاتها في الشارع بالقرب من النافذة بقفز الحبل أو ركوب الدراجة. هي التي كنا نتناول المشروبات الغازية خفية منها لسنّها الصغيرة لكنها كانت في كل مرة تنتبه إلى الحيلة ومنذ ذلك الزمن وهي التي تختلق الحيل وتصنع الفرح في جنبات البيت. 21 سنة مرت على ميلادها. لا أريدها أن تكبر.
عيد ميلاد طيب جميل لك بنيتي ونجاح مبارك لليسانس إذا ما سمح لنا "الملك" كورونا بذلك.
(الصورة ع يخلف، 27 01 2010).