jeudi 30 mai 2019



إهداء يستحقه...السعيد

بالسبت الماضي 25 ماي 2019 كنت ضيفا في جلسة بإذاعة سيرتا من قسنطينة مع صديقي المنشط المحترم مراد بوكرزازة حكينا حلاوة رمضان في المدينة القديمة وفي قلوب الناس الذين ما زالوا يحملون قسنطينة في جوارحهم والألم الكبير على ما أضاعته خلال عبورها هذا الزمن. في نهاية الجلسة قدمتُ إهداء خاصا لصديق اسمه السعيد و هو أحد "مجانين" المدينة. بلباقة وشيء من النكتة، لامني بعض أفراد أسرتي لأني لم أقدم لهم إهداء وفضّلت تقديمه لمتشرّد لا يعرفونه. أقول لهم الآن: اسمه "السعيد"، هذا اسمه فقط وليس صفته لأنه لا يملك بيتا، يبيت في الشارع، ليس له مشاريع، يومياته مشرعة على الألم والمجهول وبعض المنحرفين الذين يضربونه ويسرقون ثيابه. لأقول لهم: أنتم حين تلتقون بي، تكتفون بابتسامة أما السعيد فهو الوحيد الذي حين يراني، يترك "أغراضه" (الكرتون) في الشارع ويركض نحوي ويقدم رقصة شيقة يعبّر فيها عن فرحه لرؤيتي. هل رقصتم يوما لي عند لقائي؟ أظنه يستحق الإهداء.
(الصورة ع يخلف، قسنطينة 24 ماي 2019)

This is Saïd, a name that means « happy ». What a contradiction. This is pathetic. A homeless person lives with nostalgia and daily suffering. No home sweet home, no cozy corner in a family garden, no projects. He deserves our respect and friendship.
Photo A.ikhlef, Constantine 24 May, 2019.



dimanche 26 mai 2019

سافروا إلى المريخ
أصاب الجنون الكثير من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي الباحثين عن الرحلات الطويلة والهروب من واقعهم، الباحثين عن "الحرقة" بطريقة أخرى، ليس في قارب حقير و إنما في مركبة فضائية بعيدا إلى المريخ. هذا ما تتيحه وكالة ناسا الأمريكية. الحقيقة هي أن الوكالة لا تنقلك أنت بل اسمك فقط أما أنت فستبقى في الأرض التي ولدت فيها حتى أن أمريكا راحت تبني الأسوار العالية بالأسلاك الشائكة كي لا يدخلها الحراقة من أمريكا اللاتينية. يمكن لكل واحد منكم تسجيل نفسه في القائمة وبعد سنة، سترون أسماءكم تحلق في الفضاء وستحلمون كثيرا./ ما عليكم سوى الدخول إلى الصفحة التالية

 https://mars.nasa.gov/participate/send-your-name/mars2020

عيد الأم...عيد الجميع
بهذه المناسبة الطيبة أقدم تحياتي لكل الأمهات في كل بقاع العالم، لكل من هي الآن في المطبخ تحضّر فطور رمضان للعائلة بأكملها دون أن تطلب جزاء و لا شكورا، لكل من لا تستطيع فعل ذلك لأنها ملقاة على سرير المستشفى، لكل من لها مريض تسهر على راحته...تحياتي لكن جميعا..أهديك ما أهديتني في الربيع (البراج)
(الصورة ع يخلف)
Happy mothers' day

jeudi 23 mai 2019

قصيدة شعبية للمرحلة الحاسمة
 
في 1997 إن لم تخني الذاكرة، ذهبت إلى مدينة المسيلة لحضور مهرجان الفنون الشعبية وهناك التقيت الكثير من الشعراء الذين أبهرونا بقصائدهم الرائعة التي فيها من نفحات عمق الجزائر ما يكفي لسحر الروح ومدّها بالقوة التي تمكنها من المضي بأمان، عامرة بالمعرفة والانتباه اللازم. في خزانتي نسخ من تلك القصائد بيد أصحابها ومن بينها قصيدة للشاعر عمر زيعر من سعيدة التي لا أستطيع نسيانها ما حييت. شهادة للرجل: كنا آنذاك في عز سنوات الإرهاب والعنف الدموي وقرأ تلك القصيدة التي اختصرت بشكل درامي ما يحدث وقالت الأشياء بمسمياتها في الوقت الذي فرّ فيه "المثقفون + النخبة" إلى أوروبا بحثا عن الأمن وأشياء أخرى...
شكرا صديقي الشاعر عمر، أنت من طينة هذه الأرض التي ستحنو على أولادها هي التي تعرف كل واحد وتتذكر الذين قالوا الكلمة في وقتها والذين يركبون القطارات السريعة وهي متوجهة إلى منتهاها. صحة فطورك.
ها هي القصيدة التي أتمتع بها كلما قرأتها وكأنني أقرأها للمرة الأولى، اليوم موجودة على النيت. قصائد أخرى بصوت الشاعر موجودة على اليوتيوب.

الجـــزائر
رَاه تـــْشَطَّـنْ خَـاطْــرِي في ذَا النَّـــوبَة
وَحْــتَمْني نَـــقْرَى عْـــلِيكُمْ ذَ الْمَقَــالْ
جَــاه المـَـولىَ لا تــْــدِيرُولي عـَـــــقْبَة
خَــلُّوني نَــــقْرَاه لـِـــيْكُمْ بــالتــَّفْصَالْ
ضَــيفْ الـله وْ ضَــيْفْكُمْ نـَــاسْ الــوَجْبة
كَانَــشْ مَنْ جَـا فَكْنِي مَنْ ذَا التَــخْبَالْ
ظَــاقَتْ رُوحِي يـَاهْــلِي وِيـن الهَــرْبَـة
ضَـاقَتْ روحي مَاصْبَرْت لْـظِيقْ الحـَالْ
حَــقِّي نَـبْكِي دْمُــــوْعْ مَا لِــيْهَا حَـــسْبَة
وَنــْبَكِّـي مَنْ جَـا عْــلَى حَـالي سَـوَّالْ
حَـالَتْ وَطْـني حَـاْلْتَ اللِّــي بِيـهْ وْبَـى
مَـرْضْ سْـكَنْ لـَعْبَادْ هَـوَّلْهَــا تََهـْوَالْ
أهْـــلْ زْمَـــانِي جُلْهُـــمْ صَــبْحُوا طُـــلْبَة
لـَبْـسُوا لـَبْيَضْ فـُوقْهُمْ وَالقَلْبْ كْحـَالْ
شَاعَتْ لِـــيْنَا خْــبَارْهُمْ في كُـــلْ رْبَا
ذَاكْ يـْحَلَّلْ ذَاكْ يـَـفْتي فِـي لقْوَالْ
دَاسْ بْنــــَادَمْ مَـا لــْــــقَى رَاسْ الكُـــــبَّة
غَابْ الْمَـسْلَمْ بَينْ غـَـشَّاشْ وْ محُـْـتَالْ
أفْــــهَمْ قـَـوْلي مَا قْصَدْتْ أهْــــلَ التَّــوبة
بحَـْدِيـْثي رَاني عْلـَى القَــومْ الجُـهَـالْ
اللِّـــي عَــــمْدُوا فَي الشْـــوَارَعْ للَــْخُطْــبَة
لـَــحْمْ بـْـنَــادَمْ حَـــلُّـوه بْـلا تـَحْـلآلْ
وِيـْـنْ مْنَ النــِّــفَاقْ وِيـــْنْ مْنَ الغـَـــتْبَة
هَوْلْ النـُّـكْرْ اللِّـي صْرَى ذَوَّبْ لـَجْبَالْ
وَاه المـُـومَنْ يـَــرْفْدَ لْــْــخُوه الحــرْبَة
مَـتْحَـزَّمْ لَـقْـتِيـْلْتــُوا وَ الخـُوتْ قْبَـالْ
قـَطَّــعْ نحَـْبـُوا كـِي الشَّـاة عْلَى الرُكْــبَة
خَـلاَّ دَمُّـوا مْـعَ الشْعَاب إلاَّ هَـوْطَالْ
رَبــِّي عَاْلَــمْ ذِكـْــــــرْهَا جَــــانِي صُــعْبَة
وَ تـْـلَهْوَث مَـنْهَا لـْـسَاني رَاه ثـْـقَالْ
يـا خُــــــوتِي هَذَا البـَـــاطَلْ رَاه جْـــــــبَـا
لاَْ مَـنْ غَـاظُوا حَـالْنَا ذَا الشِّي مُـوحَالْ
عـَــادْ الحــَـقْ عْـــدِيمْ رَجْــلوا مَــعْطُوبَة
مَـتْسَوْحَدْ مَــسْكينْ مَا عَــــنْدو دَلاَّلْ
في ذَا الجــَـيْلْ آ خَــاوْتي رِيتْ عْــجُوبَة
ضَـنَّيْتـُوا وَقْتْ العْـجَبْ ذَا وَالدَجـَّـالْ
وَلــْــدْ بْنـَادَمْ رَاه ظَــرْوَكْ يَتَّــــرْبَة
حَالوا مَنْ حَـالْ الجـْلَبْ فِــيدْ المـَوَّالْ
شِي مَدْرُوسْ وْشِي مْرَوْكَسْ في شـَعْبَة
وْ شَـلَّـة تـرْعَى مْـدَنْكْسَة مَارَدَّت بـَــالْ
رَبــِّي عَـالم فَالـرْحَــلْ عَشْرَتْ ذِيــبَة
غَيْ نَوبَة وَتْغِيبْ شَاة مَنْ رَاسْ المَالْ
أصْحُــــوا يَـا نـِيــَّامْ مَـنْ ذَ الـغَـــيْبُوبَة
إنـــْـتـَبْهُوا لحَــْـوَالْنَا كُونــُـوا عُــقَّالْ
عُـمْرْ العَـاقَلْ مَـا يــْقَـيْـطَنْ فَـي الشَّـعْبَة
لا بــُـدْ يجْـي سَـــيلْـهَا بـَعْدْ الـتــَّـقْيـَـالْ
كُــونَكْ سِــيَّسْ لا تــْـآمَنْ فَــالصُّــحْبَة
صَاحَبْ ظَـرْوَكْ لا تـْدِيْرْ عْـلِيْهْ الفَـالْ
عُــودْ الخَـرْوَعْ لا تــْدِيْرَهْـــشِي رَكْــبَة
سَــرَّكْ لا تــَعْطِـيه لَلـِّي هُـ قـَلْــقَـــالْ
كانْ بْـغَيْتْ تْـشَــدّْ فِي خَــــيْطْ النَـسْبَة
لاَ تـَـبْنِيْشِي خَـيْمْتـَك مَنْ دُونْ حْيـَالْ
وَلْــدْ بْــلادي نــْحَدْثَـك فِـــيقْ إسـْـتَعْبَة
وِينْـُوا حُبَّكْ للَــْوْطَن في شَاوْ الحـَالْ
وِيْــنْ السَّـبْعْ سْــنِيْنْ وَ ايــّـاْمْ الغَــــلْبَة
وِينْـُوا حَـقْ النـُّصْ وَالمــَلْـيُونْ كـْمَالْ
فـَـتَّـشْ فَالتَّـاريخْ يَـاغَـــــافَلْ تَـعْـــــــبَة
قَـصَّـة ثــورَة حَـيْرَتْ سَــايَرْ لجَـْـيـَالْ
صَنْعَتْ لــَـوْحَة لْــْوَاْنْـهَا لــِـيْنَا نَــسْــبَة
أبيَضْ وَخْضَرْ فُـوقْـهُمْ نجَـْمَة وَهْـلالْ
هَـذَا قَــوْلِي وْ ذْي بْــــيَاتِي مَكْـتــُـوْبَة
بـِيْـهَـا نَـنْصَـحْ كُــلْ مَنْ دَارْ المحُــَال
قــَــادَرْ رَبــِّي يــَعْــدْلَ اللـِّي مـَقْـلُتـوبَة
وَ يـْـرُدْ اللِّي ظَـالْ عَنْ رُشْـدُو مَـازال
لِــيْنَا ياتَــوَّاب بَــقْبُــــــــولْ التـَـــــوْبَة
يَا مَنْ بــَابَكْ مَا عْـرَفْــنَا ليـه قْـــفَالْ
يا مَلِــــيْكْ المــُــلْكْ تـَـــقْبَلْ ذَا الطَـلْـبة
لا تبَــْخَلْشِي يـَــالله مَنْ جَـا سَــوَّالْ
جَيْنَـالَكْ جَــاه النْبـِــي واَهْــــلْ النَــــوبَة
طَــــفِّي يا رَبي عْــلينَا ذا الــمَـــــشْعَالْ


lundi 20 mai 2019



الحاج حبيب بلفاسي....رمضان من دونه

هذا الرجل الطيب كان يحب الجميع ويجمع الجميع حول طاولته. يتحدث في الدين والتصوف وعادات قسنطينة القديمة. يُعجز العارفين بكل ما تعلمه من الحياة في الجزائر وفي فرنسا. علمته المدينة العتيقة في قسنطينة طرق العيش مع الجيران والتعايش مع مختلف الشرائح الاجتماعية. عمل كثيرا في صفوف العيساوة وخبِر شؤونها. يلبس اللباس التقليدي في كل مكان و لا يأبه بأحد حتى أنه يفتخر به كسمة للشخصية الوطنية. لا يأبه أيضا حين يدخن بنهم سيجارته وهو يبتسم لمن يستنكر ذلك. كانت له فلسفة خاصة في التعامل مع العالم. حلمه الوحيد كان تأسيس زاوية لتدريس القرآن بالقرب من مدينة الخروب لكنه ذهب دون أن يلتفت إليه أحد. بدأ الحراك وحلت بهم اللعنة جميعا، سينصرفون ويبتسم هو من عليائه لأنه لم يظلم أحدا. سهرات رمضان بالخروب من دونه شيء من الكذب. الرحمة لروحه حين نتذكره ونذكره دوما بخير.
الصورة الأولى: بلفاسي وسط الأصدقاء بمقهى الياس بالخروب، 2013، من اليسار إلى اليمين: نور الدين، عزوز، إلياس، عبد الكريم، عزوز، علي وضيف أخير.
الصورة الثانية: بلفاسي في مسجد سيدي راشد، قسنطينة، 2009.



jeudi 16 mai 2019



تحياتي القلبية لكِ ...ماري

ماري كانت فيلة مطيعة تؤدي الحركات البهلوانية في السيرك وسط الساحة العمومية في تينيسي الأمريكية. مدرِّب رديء وخزها بآلة حادة فثارت من فعلته، فأسقطته وداسته بأقدامها حتى قتلته. قررت السلطات إعدام ماري شنقا. جاء المتفرجون الذين كانت ماري قد أسعدتهم بحركاتها ومهارتها وتحلقوا كي يشهدوا قتلها لأنها أصبحت "مجرمة". برافعة كبيرة تم رفع ماري التي سقطت وانكسرت رجلاها ثم تمّ رفعها ثانية كي يتمتعوا بموتها. ما فعلته ماري هو الدفاع عن نفسها بالشيء القليل. لم تتم محاسبة صاحب السيرك الذي أتى بها من موطنها الأصلي في آسيا، ولم يحاسب أحد "ريد" المروّض الذي لم يكن يمتلك المهارات الكافية ليتعامل مع الحيوان (الأذكى منه) ولم يحاسب أحد الجماهير المتفرجة التي كانت تدفع الدولارات كي تشاهد ماري تصنع الدهشة والفرح.
اليوم: ما الذي ينتظره المظلومون في العالم من هؤلاء البرابرة الذين يعدمون الحيوان كي يحافظوا على صحة التجارة والمال ؟






samedi 11 mai 2019



لغزّة وكامل فلسطين
الجبابرة الذين كانوا يُبطش بهم في كل أماكن الدنيا، راحوا يبطشون بالأبرياء في غزة وفي كامل فلسطين. لم ينس الجزائريون إخوانهم في الأرض المقدسة، بكل عفوية وبكل مسؤولية تاريخية يرفعون العلم الفلسطيني، هنا، في منعطفات أزقة قسنطينة وهي تستعد لاستقبال الظهيرة الرمضانية. سيدخلون بيوتهم ويرفعون أياديهم للسماء بدعاء لأهل غزة تحت قنابل العدوان الذي سيتوقف يوما لأن ذلك قانون التاريخ وجدليته. النصر لكم يا أبناء الأرض والعودة.
(الصورة ع يخلف، قسنطينة 10 05 2019).


vendredi 10 mai 2019



الجمعة 12 من الحراك
الحرارة والصوم وبعض الدعوات كي ينتصر الماشون للمرة كذا. وجدتني بين جملة من المواطنين الذين يرتدون أثوابا مختلفة ولكنهم يتقاسمون الهدف: رحيل العصابة. لا يكترثون للتحاليل الكثيرة والنظريات البارعة في إغراق القضية. يبتسمون فقط لأنهم يعلمون أن ما هو آت، مهما كان طعمه، أفضل بكثير مما مرّ عليهم. إنهم يحلمون.
(الصورة ع يخلف، قسنطينة 10 ماي 2019).
Fasting and marching under the heat of the sun, they have the right to dream. They wear whatever they like, cowboy or pilgrim, the road is still ahead. They deserve to be respected.
(Photo A.ikhlef, Constantine 10 May 2019)