إهداء يستحقه...السعيد
بالسبت الماضي 25 ماي 2019 كنت ضيفا في
جلسة بإذاعة سيرتا من قسنطينة مع صديقي المنشط المحترم مراد بوكرزازة حكينا حلاوة
رمضان في المدينة القديمة وفي قلوب الناس الذين ما زالوا يحملون قسنطينة في جوارحهم
والألم الكبير على ما أضاعته خلال عبورها هذا الزمن. في نهاية الجلسة قدمتُ إهداء
خاصا لصديق اسمه السعيد و هو أحد "مجانين" المدينة. بلباقة وشيء من
النكتة، لامني بعض أفراد أسرتي لأني لم أقدم لهم إهداء وفضّلت تقديمه لمتشرّد لا
يعرفونه. أقول لهم الآن: اسمه "السعيد"، هذا اسمه فقط وليس صفته لأنه لا
يملك بيتا، يبيت في الشارع، ليس له مشاريع، يومياته مشرعة على الألم والمجهول وبعض
المنحرفين الذين يضربونه ويسرقون ثيابه. لأقول لهم: أنتم حين تلتقون بي، تكتفون
بابتسامة أما السعيد فهو الوحيد الذي حين يراني، يترك "أغراضه" (الكرتون)
في الشارع ويركض نحوي ويقدم رقصة شيقة يعبّر فيها عن فرحه لرؤيتي. هل رقصتم يوما
لي عند لقائي؟ أظنه يستحق الإهداء.
(الصورة ع يخلف، قسنطينة 24 ماي 2019)
This is Saïd, a name that means « happy ». What
a contradiction. This is pathetic. A homeless person lives with nostalgia and
daily suffering. No home sweet home, no cozy corner in a family garden, no
projects. He deserves our respect and friendship.
Photo A.ikhlef, Constantine 24 May, 2019.