مراد بوكرزازة ... الأجنحة
من جديد
في بيتنا كناري أصفر. قبل أيام دخلتْ زوجتي
المنزل وبيدها قفص فيه كناري أبيض قائلة: أهدانا إياه مراد. يا لصديقي الذي يصرّ
على إهدائي العصافير التي في أجنحتها فوضى المدى الممتد الذي يتزاحم فيه الحضور
والغياب وكأنه يزرع في حديقتنا كوكبا مضيئا. يصرّ مراد لأنه أهداني منذ ثلاثين سنة
خلت كناريا آخر كان بداية حكاية الأجنحة. ما زلت شابا حينها. الكناري إياه كان قد
تعرّض لحادث داخل القفص وتأذت ساقه وقرر مراد أن يصلحها ويداويها قبل أن يهديه لي.
ظل الكناري يفرط في إضرام الفرح وتنويع الزقزقات في منزلنا بحي سان جان (المنزل
غير موجود الآن، تم تهديمه ودفنه تماما كما يحدث مع البشر حين يهرمون/ تلك حكاية
أخرى). مات على الثالثة فجرا في فصل الشتاء ولم أستطع دفنه بل وضعته في المجمّد
بالثلاجة مانحا نفسي فرصة كي أستوعب الذي حدث بغتة، مثل ستارة تسقط في الوقت الذي
تكون أنت تشاهد منظر غروب هادئ.
الكناري الجديد أبيض لم نطلق عليه اسما
بعد. قبل البارحة، حضر معنا فرح الحصول على كأس إفريقيا للأمم وبقي مستيقظا شطرا
من الليل. سيشهد معنا تلك الأشياء التي ستقتحم الحياة دون إنذار، ستضج حنجرته
بالغناء العامر بالعذوبة، سيستريح في قفص حوله المعدن اللعين وسيحنّ إلى العش من
جديد تماما كما نفعل نحن.
شكرا صديقي مراد، ستحضر معنا كل يوم في روح
الكناري.
(الصورة ع يخلف، قسنطينة 21/07/2019).
My friend Mourad Boukerzaza is always here to offer us
the best of himself. He’s a bird lover. Thirty years ago he gave me a canary
which had a broken leg. The bird made all the family and the neighbors as happy
as ever. It died one winter morning and I couldn’t stand the sudden event. I
did put it in the freezer in order to forget the tragic moment.
The new canary is white. It witnessed the joy in our
house, all the joy of seeing the national football team winning the final and
getting the African cup. Thanks my friend for the singing.
(Photo A.ikhlef, Constantine 21/07/2019).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire