mardi 31 mars 2020


كنا الفائزين في اللقاء :
أفتش في أرشيف الصور والقصاصات والجرائد والقارورات الفارغة وقطع القماش والأقلام الفارغة من حبرها وكل مرة أعثر على الماضي يقبع هناك منكمشا في انتظار يدي لتنفض عنه ما علق من صمت حزين. في جوان 1981 بثانوية يوغرطة / قسنطينة تم اختيار مجموعة من التلاميذ "النجباء" للمشاركة في حصة بين الثانويات التي كانت تبث على التلفزة مباشرة. كنتُ من بين هؤلاء وصديقي محمد روابح وعباسي وأسماء أخرى. كلمة الترحيب ألقاها مدير التلفزيون آنذاك السيد عبادة ونشطت الجلسة السيدة نعيمة ماجر. نهاية المقابلة في النهائي الوطني ضد ثانوية أخرى لا أذكر من أي مدينة جزائرية كانت، هي فوز ثانوية يوغرطة باللقاء وتم منحنا بعض الجوائز تتمثل في مجموعة من الكتب وبعض أسطوانات الأناشيد الوطنية (كلها ما زالت بوضع جيد في خزانتي). تقول لي هذه الأشياء أني عرفت أناسا طيبين ومرحين ما زال بعضهم حتى اليوم بجانبي مثل صديقي روابح محمد

Inter-lycées 1981, nous avons été choisis, Mohammed Rouabah + Abdelhamid Abbassi et moi, pour faire partie de l’équipe d’élèves qui devait participer à la finale des Inter-lycées. Nous avons gagné la rencontre et nous sommes devenus les meilleurs du meilleur lycée d’Algérie.  Youghourta est une grande institution qui a vu passer des enseignants de grandes qualités scientifiques et humaines. Bravo mes amis. 









نكاية في كورونا مرة أخرى
 كنا صغارا نتحلق حول "بوسعدية" والطبول تلعلع ونقرات القرقابو ودخان البخور يتصاعد حتى النوافذ العليا في البنايات المتواضعة وسط قسنطينة في قامبيطا. كان هؤلاء الموسيقيين يحملون معهم البركات وتُحضر النسوة الأطفال الصغار كي يحصلوا على لمسة على الجبين من يده هي بمثابة التحصين الذي يأخذه الصبي مقابل هدية صغيرة تتمثل في قطعة نقدية أو بعض الدقيق. دار الزمن وجاء وباء كورونا الذي راح يحصد الأرواح لكن رغم ذلك وأنا أدخل حيّنا بالمدينة الجديدة بقسنطينة سمعتُ صوت الطبول الذي في ذاكرتي ولمحتُ الصديقيْن علي منداس وعبد المجيد زناقي وهما يجولان الشارع بكل فرح يقذفان بي بعيدا في الزمن. كنت سأطلق العنان لرجليّ وأجري مع الأطفال وأضحك ملء الفرح لكن الزمن مرّ مسرعا واكتفيت بالمشاهدة وبعض الكلام مع الصديقيْن. جاءا من عين تموشنت وكانت فرصتي كي أتقرب منهما بالقول أني أمضيت الخدمة العسكرية في ضواحي تلمسان ثم ذكرتُ لهما أسماء بعض الأماكن وخاصة الشواطئ التي كنت أرتادها مع أصدقائي الضباط في ثكنة الحناية بتلمسان/ بني صاف، رشقون، ساسل/ وتلك حكاية أخرى.
الصورة ع يخلف 17 مارس 2020، قسنطينة)

Des musiciens qui se foutent de la gueule de corona et sèment l’harmonie et la cadence dans les cités de la Nouvelle Ville à Constantine. Venus de Ain Témouchent, Ali Mendes & Abdelmadjid Zenagui perpétuent une tradition ancestrale qui se veut révélatrice d’une âme généreuse et spontanée. Merci à ce duo qui a semé la joie et la baraka dans les cœurs et les rêves des citoyens.
(Photo a.ikhlef, 17/02/2020 Constantine).




في عيد الأم:
تحرص يداها العارفتان على أن يكون كل شيء في مكانه. يعبث الأطفال بكل شيء و "يبربشون" كل الأماكن خاصة مع البقاء في البيت خوف الكورونا. يسهو البعض منهم ويغفل البعض لكنها تقدم لهم أدوات الراحة والصحة والرعاية. في هذه الأيام يحضر البرتقال والليمون والجزر بكثرة بحيث يتم غسلها حبة حبة بالماء والجافيل. تمسح كل الخطر والمخاوف من الفاكهة بأصابعها، تعصرها بكل محبة ثم تتركها فوق الطاولة في المتناول. لها ولكل الأمهات نقول: عيد طيب عامر بالصحة والعافية وبعض البرتقال.




صحفة حمص دوبل زيت
قد تكون أحلامنا بسيطةً : صحنُ حمّص بالكسرة والدبشة والكمون والبصل الأخضر وزيت الزيتون، صحن حْميص بالفلفلين الأخضر والأحمر، صحنُ سلاطة خيار وكأس عصير بحبّات البرتقال. أنا لم أحلم بكل هذا. تحدثتُ في السهرة قائلا: من عاداتي الذهاب إلى "رحبة الجمال" بالمدينة القديمة بقسنطينة وتناول الحمص المطهو على الجمر في مطاعم شعبية لا تتسع لشلة من الأصدقاء ولهذا توحشتُ صحنَ حمّص. اليوم، حين استيقظت صباحا وجدتُ ما توحشته على الطاولة. في محيطنا آذان تصغي بحب وأيادي مباركة لزوجةٍ تحقق أحلامنا الصغيرة. مع كورونا أصبحنا نكتفي بالأشياء الصغيرة التي كانت تملأ حياتنا ولم نكن ننتبه إليها.
(الصورة ع يخلف 25 مارس 2020).



نكاية في كورونا: نزهة في الصور
في قسنطينة الجو ربيعي وجسور المدينة على حالها تقف فوق الأخدود متفرجة على أمواج المياه التي تعبر الهدوء نحو منحدرات أكثر صخبا ومروج أكثر خضرة ولهوا. السماء زرقاء كما يحلو لها أن تكون وهي تصدّق بكل حب ما قاله كاتبها الرقيق مالك حداد أن "السماء لا تكون بهية وجميلة إلا في قسنطينة".




من وحي "الملك" كورونا
أصيبت الشوارعُ بالضجر في غياب الضّجة، ضجة الناس في الشوارع العامرة وسَيْرهم الحالم وركضهم البهيّ وحكاياتهم المسترسلة وصُراخهم المهبول ولهْوهم النزق وقهقهاتهم السماوية ونداءاتهم المسعورة وخروجهم ودخولهم اللامتناهي إلى البيوت والعمارات والمقاهي ولعب أصابعهم بالمفاتيح الصغيرة التي تدل على الأعشاش التي سيأوون إليها حين المساء.
توقف موسم الأعراس ومزامير السيارات القديمة وصهيل الأحصنة والطبول. توقف كل شيء.
كورونا ...مرَّ من هنا.
(الصورة ع يخلف 10 أفريل 2017، قسنطينة)
Le temps d'un rêve.
Le virus est là et tout s'en va. Tous aussi. Les enfants, les joueurs de cartes, les attablés dans les terrasses de cafés, les voyageurs de fortune, les dragueurs zélés, les hittistes placides, les voyeurs aux aguets, les femmes à l'élégance...
Le roi du malheur est passé par là.
(photo a.ikhlef, 10 avril 2017, Constantine).



lundi 23 mars 2020


ستموت خالتي الضاوية...لا أصدّق
ركبتُ سيارة أجرة بجانب السائق وركب في الخلف رجلان وشاب يبدو عليه التعب ويده ملفوفة بقطعة جبس. بعد أن قطعت السيارة مسافة قليلة قال الشاب بصوت فيه احترام كبير: "خاوتي سامحوني رايح نهدر في التلفون، راهي حاجة مهمة" وطلب من السائق أن يخفض صوت الراديو كي يتمكن من إجراء المكالمة. قال في الهاتف: "شوف حسان يا صديقي، عمتي الضاوية جارتنا المسكينة كانت تلعب بقطعة نقدية وأرادت أن تعطيها لشعبان الطفل اليتيم جارنا، وأثناء اللعب معه أخفتها في فمها لكن القطعة النقدية تسربت إلى قصبتها الهوائية وهي الآن في جهازها التنفسي. ذهبنا بها إلى المستشفى لكنهم طلبوا منا أن نجري لها فحصا بالأشعة. هي مسكينة لم تكن تملك سوى تلك القطعة النقدية التي أرادت أن تتصدق بها على يتيم. فاتورة الأشعة تكلف 20.000 دينار جزائري. تمكنا البارحة مع أحباب الخير والمعارف والجيران والرجال أن نجمع لها 13.000 دج وبقيت 7000 دج إذا كان بإمكانك أن تقدم يد المساعدة لهذه الفقيرة التي ترقد في المستشفى بقسنطينة وتنتظر الأشعة كي تعود إلى الحياة. أنت لا تستطيع؟؟ بارك الله فيك، سأحاول في أماكن أخرى، ربي يحفظك، ربي ما فيه غير الخير وأحبابو كاينين". اختنق صوته بشيء يشبه البكاء ثم قال للشخص الذي بجانبه وهو يمسح دموعه والمخاط الذي يسمع صوته مع الزفير: "سامحني آ لعزيز بالاك قلقتك. إنها قضية مهمة بالنسبة إليّ. هذه جارتي منذ ولدتُ في ذلك الحي وهي اليوم تعيش محنة". قال في الهاتف مجددا: "مساء الخير يا أمي. نعرفك تحبي الخير. لقد حاولتُ اليوم مع أحباب الخير وتمكنا من جمع مبلغ ينقصه 7000 دج. هلاّ تكرّمت يا أمي وأعطيتني تلك النقود التي جمعتها من أجل شراء الدواء لأن ألمها أكبر بكثير من ألم ضغط دمك وربي فيه الخير. صحّ أمي، إذا لم أتمكن من جمعها اليوم سآتي في الليل كي آخذها لكن أخشى أن تموت خالتي الضاوية التي هي فرح الحي. سيلومنا الجيران لأننا فقراء ولم نتمكن من إنقاذ روح امرأة طيبة".
استمعتُ في صمت لم ألتفت ولم أتعاطف مع حكاية الشاب ولم أعطه سنتيما واحدا لأن السائق أخبرني حين ركبتُ معه مشيرا بإصبعه للشاب قبل أن يركب بأنه سيروي حكاية يودّ أن يحتال بها على الركاب.
ما أبشع العالم حين يصبح الألم والتعاطف أداة حادة لذبح ما تبقى من رحمة في القلوب.
ع يخلف



في عيد الأم: 
تحرص يداها العارفتان على أن يكون كل شيء في مكانه. يعبث الأطفال بكل شيء و "يبربشون" كل الأماكن خاصة مع البقاء في البيت خوف الكورونا. يسهو البعض منهم ويغفل البعض لكنها تقدم لهم أدوات الراحة والصحة والرعاية. في هذه الأيام يحضر البرتقال والليمون والجزر بكثرة بحيث يتم غسلها حبة حبة بالماء والجافيل. تمسح كل الخطر والمخاوف من الفاكهة بأصابعها، تعصرها بكل محبة ثم تتركها فوق الطاولة في المتناول. لها ولكل الأمهات نقول: عيد طيب عامر بالصحة والعافية وبعض البرتقال.





نكاية في كورونا مرة أخرى
 كنا صغارا نتحلق حول "بوسعدية" والطبول تلعلع ونقرات القرقابو ودخان البخور يتصاعد حتى النوافذ العليا في البنايات المتواضعة وسط قسنطينة في قامبيطا. كان هؤلاء الموسيقيين يحملون معهم البركات وتُحضر النسوة الأطفال الصغار كي يحصلوا على لمسة على الجبين من يده هي بمثابة التحصين الذي يأخذه الصبي مقابل هدية صغيرة تتمثل في قطعة نقدية أو بعض الدقيق. دار الزمن وجاء وباء كورونا الذي راح يحصد الأرواح لكن رغم ذلك وأنا أدخل حيّنا بالمدينة الجديدة بقسنطينة سمعتُ صوت الطبول الذي في ذاكرتي ولمحتُ الصديقيْن علي منداس وعبد المجيد زناقي وهما يجولان الشارع بكل فرح يقذفان بي بعيدا في الزمن. كنت سأطلق العنان لرجليّ وأجري مع الأطفال وأضحك ملء الفرح لكن الزمن مرّ مسرعا واكتفيت بالمشاهدة وبعض الكلام مع الصديقيْن. جاءا من عين تموشنت وكانت فرصتي كي أتقرب منهما بالقول أني أمضيت الخدمة العسكرية في ضواحي تلمسان ثم ذكرتُ لهما أسماء بعض الأماكن وخاصة الشواطئ التي كنت أرتادها مع أصدقائي الضباط في ثكنة الحناية بتلمسان/ بني صاف، رشقون، ساسل/ وتلك حكاية أخرى.
الصورة ع يخلف 17 مارس 2020، قسنطينة)
Des musiciens qui se foutent de la gueule de corona et sèment l’harmonie et la cadence dans les cités de la Nouvelle Ville à Constantine. Venus de Ain Témouchent, Ali Mendes & Abdelmadjid Zenagui perpétuent une tradition ancestrale qui se veut révélatrice d’une âme généreuse et spontanée. Merci à ce duo qui a semé la joie et la baraka dans les cœurs et les rêves des citoyens.
(Photo a.ikhlef, 17/02/2020 Constantine).