vendredi 29 octobre 2021

 

شكرا لصديقي الذي يجلس في زاوية ما في بيته يدخن سيجارة ويلعن الأقدار ثم يبتسم...

بعد أن مات الكثير من أصدقائي وجيراني وأفراد أسرتي جراء كورونا ... مات الكناري الذي كان يصنع فرح الأيام الباهتة بنقره للبرّايقة وقفزه الماهر داخل القفص وغنائه الذي يشبه همس الملائكة... مات ذات يوم وبكته ابنتاي بحرقة ... بعد الحرقة ما كنا نظن أننا سنربي عصفورا من جديد...

جاءني هاتف من صديقي الذي يجلس الآن في زاوية ما في بيته ويحوّل الذكريات إلى نفثات دخان مدوَّرة وطلب مني أن ألقاه في مكان ما من هذه المدينة... مرة ومرة أخرى... وفي كل مرة يهديني عصفورا حتى غدوا ثلاثة ... مات عصفور في بيتنا وخلَفه سرب بأكمله...

شكرا لصديقي الذي يجلس الآن في زاوية ما في بيته ويمص سيجارته ظنا منه أنه أهدانا مجموعة من العصافير.. بل إنه أهدانا الزقزقة والفرح الغامر والابتسامة التي لا تتوقف وتلويحات باليد للمخلوقات الرائعة ذات الريش التي يتم تحضير أكلها وتغيير قارورات مائها وقطع تفاحها وشراشف خسّها ...

صديقي الذي يجلس الآن في زاوية ما في بيته ويحلم بالطيران فضّل أن يبقى اسمه سرّا كي لا تعرف العصافير التي منحها أسماء كالأطفال أنه تخلى عنها وتوبّخه على ذلك ...

شششششت ...سكوت رجاء إن العصافير نائمة...


عبد السلام يخلف

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire