لا نخشى الأشياء الموجودة حولنا ونخشى كثيرا الأشياء التي نعتقدها
مختبئة في الظلام./
ع يخلف
جلسة سمكية
شكرا لصديقي معمر الذي دعاني
إلى جلسة تذكرنا فيها الأيام الجميلة للخدمة الوطنية في ضواحي مدينة سبدو منذ 30
سنة مع رشيد وعبد الكريم اللذين كانا يشكلان ثلاثيا رائعا بالإختلاف الذي جعلهم
يتكاملون بشكل جميل.
مطعم البستان ببلفور/
الحراش/ العاصمة مكان هادئ حتى أن قططه وجدت فيه ملجأ عامرا بالظل والأشجار. شكرا
لموحو (محمد) وحسان (ربي يشفيه) وخاصة الشاف أحمد الذي خدمنا بكل محبة واختار لنا
ما رآه مناسبا من سمك وصلاطة تصحبها التوابل وزيت الزيتون. كانت السمكة مكورة بشكل
كأنها تريد أن تقفز من الصحن وحولها نباتات أشعل فيها النار كي تعطي الرائحة
الغابية للجلسة. كان يكفي أن يغمض الواحد منا عينيه كي يسافر في الزمن.
كانت السمكة مجرد سبب كي
نحكي طويلا عن السياسة والثقافة والتحق بنا صديقنا "كريمو" كي نكمل
الحديث عن الجاز وعن القرى الإنجليزية وبهاء قرية "كلوفيلي".
تحية دائمة للأصدقاء...
15 10 2020
الله أكبر... ناجي عبد النور
من أناجي يا صديقي؟ تأكدت
الآن بموتك أن العالم ليس بخير و أن الطيبين يموتون حقا. لا شيء يستدعي البقاء.
كورونا يفتك بما تبقى من
وجوه كانت تزرع فينا الأمل الإنساني والعلمي. كنت نقطة طيبة في الجامعة من عنابة
ببحوثك وكتبك وإشرافك على الكثير من الطلبة وبعلاقاتك المثالية مع الجميع وفوق هذا
كله بهدوئك الخرافي وصوتك الخافت وابتسامتك التي تسحر الجالسين.
لن أقول وداعا يا صديقي،
سأصمت فقط.
هديّة
للميّت... تليق بمقامه
يعتقد
الأحياء أنهم "بالمعريفة" سيمنحون ميّتهم مكانا "جميلا" في
المقبرة، بالقرب من الباب كي لا تمشي النسوة مسافة طويلة للوصول إليه وهذا على
حساب الأموات الآخرين، ليس هذا فقط بل على حساب الأحياء أيضا الذين يأتون لزيارة
أحبابهم النائمين نومتهم الأبدية. بسبب فوضى مقابرنا فلم يبق بين القبور سوى شريط
صغير من الأرض يلعب دور الطريق الذي نسلكه بين القبور. جاء هؤلاء كي يأخذوا نصف
المسلك ووضعوا حول القبر إطارا حديديا ولم يعد هناك متسع للمرور سوى 20 سنتمتر.
يتلقى
الميت المسكين لعنات وشتائم المواطنين يوميا بسبب "تمدده" في الطريق لكن
المفروض أن اللعنة يتلقاها الأحياء البشعون الأنانيون المرضى...حتى في المقبرة. ما
أبشعهم...
لا
أفضح اسم الميت احتراما له لأنه غير مسؤول عما فعله به "محبّوه".
(الصورة
ع يخلف 08 أفريل 2019، المقبرة المركزية، قسنطينة).