العابر العارف
من سواه الآن يحمل لهذه الأخاديد بعض
الحنين؟
من سواه يصرف بعض الدقائق كي يلتقط صورة
للمدينة الرابضة، المرابضة فوق صخرتها، المكابرة المتكبرة حدّ الانتحار؟
هذه قسنطينة وهذا جسرها، "باب القنطرة"،
أقدمُها جميعا، منه جاءت القوافل محملة بالخيرات ومنه تسلل العسكر ليلا كي يحتل
قصورها وبهاءها ومنه انتحر الطيّبون ممن لم يتحملوا نتانة الحياة وروائحها البشعة.
لم يكن الرجل هنا من أجل هذا أو ذاك. ممسكا
بحديد الجسر بيده اليسرى، أخرج هاتفه النقال وراح يصوّر فيديو للأحراش المتشبثة والغربان
المحلقة وبعض هدير وادي الرمال من تحتنا. التقطت له صورة وتحدثنا لوهلة قصيرة عن
الجسر ومرتاديه. قال: "سَرْسَبْ سَرْسَابُو، خَرّاطْ شْعابو" (أي يسيل
سيلانا ويحفر الشِعاب أمامه) مشيرا بيده للوادي.
انصرفَ وكان بودّي أن أسأله عن اسمه.
(الصورة ع.ي 30/09/2018)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire