الكوليرا وحديقة الأنبياء
تعيش صفحات الفايسبوك على وقع أخبار الثامنة وكأن الكثير منّا لا يخرج
من البيت إلا لقضاء حاجات ضرورية ولا ينهض من كرسيه إلا لقضاء حاجة طبيعية أما
باقي الوقت فلكتابة نصوص تعيد أو تنتقد أو تمتدح ما سمعته الأذن من أخبار جاهزة على
القنوات وبالصور الرقمية العالية الجودة. ما نراه هو ما تريده السياسة ... بالضبط،
أي أن ينشغل المواطن بغلاء الخبز وانقطاعات تزويد السوق بالحليب والكوليرا
والفيضانات وبعض الهراء الذي يثيره مرتادو المساحات الإعلامية عشاق البلاطوهات
التلفزيونية وصفحات الأخبار الوطنية...إن تكرار ما يوجد في التلفزة ليس إبداعا لأننا
نكون قد شاهدناه جميعا على المباشر ولسنا بحاجة إلى ببغاء أو أننا طرشان. كل ما
يصل إلى التلفزة فهو للإلهاء لصرف النظر عن الأهم، المطلوب منا جميعا هو الاهتمام
بالأشياء البسيطة التي تمر بمحاذاتنا وقد لا نرى جمالها لأننا منشغلون بالبحث عما
قالته لنا الأخبار. هذا البلد الجميل بدا كأنه مزبلة كبيرة وبركة عفنة يجب الهروب
منها بكل الطرق بما في ذلك الحرقة (التي تصبح شرعية) كي يبقى لقمة سائغة للصوص. رؤية
النفايات والمزابل الكثيرة قد يصرف نظرنا عن الحدائق التي هي صنيع البسطاء من
الناس وليست معجزات الأنبياء. (الصورة ع ي 20-01-2018 المدينة الجديدة/ قسنطينة).