mardi 25 septembre 2018



الكوليرا وحديقة الأنبياء
تعيش صفحات الفايسبوك على وقع أخبار الثامنة وكأن الكثير منّا لا يخرج من البيت إلا لقضاء حاجات ضرورية ولا ينهض من كرسيه إلا لقضاء حاجة طبيعية أما باقي الوقت فلكتابة نصوص تعيد أو تنتقد أو تمتدح ما سمعته الأذن من أخبار جاهزة على القنوات وبالصور الرقمية العالية الجودة. ما نراه هو ما تريده السياسة ... بالضبط، أي أن ينشغل المواطن بغلاء الخبز وانقطاعات تزويد السوق بالحليب والكوليرا والفيضانات وبعض الهراء الذي يثيره مرتادو المساحات الإعلامية عشاق البلاطوهات التلفزيونية وصفحات الأخبار الوطنية...إن تكرار ما يوجد في التلفزة ليس إبداعا لأننا نكون قد شاهدناه جميعا على المباشر ولسنا بحاجة إلى ببغاء أو أننا طرشان. كل ما يصل إلى التلفزة فهو للإلهاء لصرف النظر عن الأهم، المطلوب منا جميعا هو الاهتمام بالأشياء البسيطة التي تمر بمحاذاتنا وقد لا نرى جمالها لأننا منشغلون بالبحث عما قالته لنا الأخبار. هذا البلد الجميل بدا كأنه مزبلة كبيرة وبركة عفنة يجب الهروب منها بكل الطرق بما في ذلك الحرقة (التي تصبح شرعية) كي يبقى لقمة سائغة للصوص. رؤية النفايات والمزابل الكثيرة قد يصرف نظرنا عن الحدائق التي هي صنيع البسطاء من الناس وليست معجزات الأنبياء. (الصورة ع ي 20-01-2018 المدينة الجديدة/ قسنطينة).

mardi 18 septembre 2018




صدق / صداقة اللقلق

لم تكن تهمنا الأحوال الجوية التي يتم الإعلان عنها قبل نشرة الثامنة المتلفزة. كنا صغارا نعدو في سان جان بقسنطينة ولم نكن نخشى المطر. كان كل شيء لعبة، ضحكة، قهقهات وحبة حلوى "كابريس" بطعم البن. نتوقف عن اللعب للحظة ،نرفع رؤوسنا إلى السماء حين يمر السيد "بلارج" / اللقلق نبيّ الأعاصير والطقس المشمس. بصوت واحد كجوقة موسيقية منظمة نرفع أنظارنا إليه ونسأله بلحن كأنه الأغنية: "آبلارج نُو و الا صْحو؟" (أيها اللقلق: هل هو المطر أم الصحو؟) ثم ننتظر. يرد اللقلق بالتأكيد على سؤالنا. لم يخيّبنا يوما. إذا ما حرك جناحيه بطيران مجدافي نقول إنه المطر، وإذا لم يحركهما في طيران شراعي نقول إنه الصحو. كنا نصدّقه لأنه لم يكذب يوما علينا. كلما رأيت اليوم أبناء سلالته الأنيقة أكتفي بابتسامة وصورة.







كاليدونيا: آخر الأرض...أوّلها
حضرتُ هذه الأمسية 17 سبتمبر 2018 بمسرح قسنطينة عرضا مسرحيا بعنوان "كاليدونيا"، كتب النص جلال خشاب وأخرجه كريم بودشيش. إنها حكاية عبد الله الذي يمثل ذاكرة الجزائريين المنفيين إلى تلك الجزيرة الشبح من طرف الاستعمار الفرنسي الذي أراد أن يكسر عزيمة كل من يقف في وجهه. حين يركب الباخرة قسرا، يترك عبد الله خلفه زوجته "مريم" الحامل وأرضه وقريته ويعاني ما يعاني في الطريق نحو المجهول. الحنين والغربة والألم تعبر عنها الموسيقى والسينوغرافيا والأشرعة الموزعة في كل مكان ونقاط الضوء التي تطلع في الزوايا المظلمة كأنها الأفكار المنيرة. لن أقول أكثر. مشاهد رائعة تمتع البصر وتسافر بالمشاهد إلى زمن يبدو مضى منذ مدة لكنها تطرح الأسئلة الكثيرة. العمل الجيد هو الذي يثير شهية الأسئلة.// المبدعون يستحقون التشجيع و لا يكون ذلك إلا بمشاهدة أعمالهم...والتصفيق قليلا.